د. فايز أبو عريضة
عندما ورث الرومان الالعاب الاولمبية من الاغريق بعد كانت حكرا عليهم واصبح البحر الأبيض المتوسط بحيرة رومانية لامبراطورية عظمى، والتي توسعت في كل الاتجاهات وبدات تنحرف بالألعاب الأولمبية عن مبادئها التي قامت عليها واهمها ايقاف الحروب ببن المدن الاغريقية والشروط الاخلاقية التي كانت تحكم الاشتراك والتكريم عند الفوز بغصن من الزيتون ، وتحولت في عهد الرومان إلى حلبات للصراع بين المصارعين او مع الوحوش حتى الموت، وكان الاباطرة الرومان يتنافسون في اعداد المصارعين والمساجين والاسرى الذين يمتلكونهم ويستمتعون بموتهم على الحلبات، ولا زالت المدرجات التي كانت مسرحا للمصارعين والمشاهدين ماثلة حتى يومنا في المدن الرومانية( الديكابولس) في بلاد الشام ، وفي نهاية المطاف احرق نيرون روما وهو يشاهدها كانه يحضر مباراة لمصارعة الوحوش، مما أدى إلى انتهاء وايقاف الالعاب الاولمبية عام 394 م بقرار من الامبراطور ثيودسيوس، وما نشهده اليوم من امبراطوريات المال مثل الFIFA واللجنة الأولمبية الدولية(IOC) التي اصرت على اقامة الألعاب الأولمبية في غير موعدها لانها ستخسر الملايين اذا اخلت باتفاقاتها وعقودها مع المحطات الفضائية وغيرها من شركات الاعلانات كما اشار إلى ذلك الصحفي البريطاني( جوناثن ليو) في الجارديان:Guardain: في تموز الماضي ، بعد ان كانت العابا للهواة فقط وتسلل اليها الاحتراف مما افقدها روحها والذي يتناقض مع الميثاق الاولمبي ، وما نشهده من صراع وتنافس بين رجال المال والاعمال على شراء الاندية واللاعبين الا احد هذه المظاهر ، فهذا يشتري نادي بكل ما فيه حتى البشر وهو لا يمارس رياضة المشي لاجل الصحة، وذاك يبيع لاعبين ويطلق عليه سمسار مجازا ولا يعرف للاندية طريقا ، ومن احدث مظاهرها تمرد بعض الاندية الاوروبية الغنية والعريقة على اتحاداتها والاتحاد الاوروبي لكرة القدم (UEFA) ، بطريقة توحي بانحراف البوصلة بالرياضة وكرة القدم تحديدا نحو ما كانوا عليه اباطرة الرومان الذين كانوا يفضلوا ان يكونوا مشاهدين على ان يكونوا ممارسين، لذلك نتمنى ان لا تتمدد وتزدهر هذه التجارة التي ادت إلى تذكرينا بعهود الرق والعبودية باشكاله الابيض والاسود.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك