دكتور أبو عريضة يكتب …. معلم التربية الرياضية بين الامس واليوم

أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز ـ قبل استحداث كليات التربية الرياضية في بداية ثمانينيات القرن الماضي تكفلت معاهد المعلمين منذ استحداثها في بداية الخمسينيات بتغطية حاجة وزارة التربية والتعليم من المعلمين، في الضفتين قبل الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية
وساهموا في تلك الحقبة في تدريس التربية الرياضية في معظم دول الخليج ،وكانوا على سوية عالية في الاداء وتميزوا بالاخلاص والتنافس الشريف في الوصول الى البطولات المدرسية.
وكان عليهم القيام بالتدريس لعدد يفوق العشرين حصة بالحد الادني ،واحيانا يكمل نصابه بمواد اخرى ،وعليه القيام بتدريب الفرق لكل الالعاب والتحكيم في معظمهما .
وكانوا مبدعين ومتحابين ،وتتلمذ وتدرب على ايديهم معظم لاعبي الاندية والمنتخبات الوطنية في كل الالعاب.
وكانت مباريات المدارس بمثابة لقاء بين اندية المقدمة ،
وكانت الاندية تعتمد بشكل كامل على المدرسين في اعداد وتدريب فرقها بدون مكافاة مادية ،بل كان التطوع عنوان ابداعاتهم والانجاز قمة السعادة بالنسبة لهم والشمول في تدريب معظم الالعاب ديدنهم دون تذمر رغم ضيق الحال وضعف الرواتب .
وعلى مستوى الاتحادات الرياضية كانوا مدربين وحكاما في كل الالعاب حتى اصدار الانظمة والتعليمات التي لا تسمح بالجمع بين التدريب والتحكيم واللعب احيانا .
ولذلك فان هذا الجيل قدم الكثير وله بصمات على الحركة الرياضية الوطنية والعربية ولهم كل المحبة والتقدير من الذين عاصروا تلك الحقيه .
وفي الوقت الذي اصبح لدينا خمس كليات للتربية الرياضية في الجامعات الاردنية الرسمية ومثلها ويزبد في الجامعات الخاصة وعلى مدار اربعة عقود ويزيد تخرج منها الالاف ،ولم يستطيعوا ملىء الفراغ الذي تركه جيل معاهد المعلمين لعوامل عديدة وبحاجة الى مؤتمرات وندوات تخصصية للوقوف على الاسباب والحلول .
، واصبحت المدراس تبحث عن لاعبيها من الاندية، ،وتراجعت الرياضة المدرسية بشكل لا يخفى على مراقب .
ونحن في هذا المقام نرسل بطاقة حب واحترام وتقدير للمعلم الشامل من خريجي معاهد المعلمين الذي خدم الوطن في الداخل والخارج عشرات السنين لأربع عقود ويزيد ولم ينالوا الدرجة والمكانة الوظيفية التي يستحقوها ماديا او معنويا
ولكنهم استحقوا احترام المجتمع والتاريخ بامتياز .
#صورة تجمع مجموعة من حكام ألعاب القوى في أحدى البطولات في ستاد عمان
#العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك