محمد جميل عبد القادر
تاريخ الحركة الرياضية أمر في غاية الأهمية لأن هذا التاريخ يعتبر تراثا يعبر عنه سعي الإنسان الأردني الذي يريد أن يتعرف على مسيرة هذه الرياضة في الماضي وصراعه من أجل أن تنجح هذه الرياضة حاضرا ومستقبلا وفقا للظروف والإمكانات المتاحة التي تحتاج إلى كفاح مستمر .
ما دفعني لاتحدث في هذا الموضوع هو أن اللجنة الأولمبية الأردنية تحاول أن تلحق بالماضي والزمن لارشفة وتأريخ مسيرة الرياضة الأردنية في الماضي من خلال الأندية والاتحادات والوزارات والجامعات والمدارس وغيرها من مؤسسات تعاملت ومارست واحتفظت ولو بارشيف بسيط يقود إلى الواقع العملي الذي كانت عليه الرياضة .
تحاول اللجنة الأولمبية أن تستجمع امكاناتها وكوادرها بإجراء اللقاءات والمتابعات مع الذين عايشوا هذه الرياضة في الماضي البعيد والقريب ونأمل أن توفق في أن يكون هناك تأريخ للمؤسسات الرياضية كلها أسوة بالسياقات الأخرى الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإنسانية .
لقد عملت سنوات طويلة كعضو وكأمين للصندوق وأمينا عاما للاتحاد الأردني لكرة القدم وقد فوجئت حينها انه لا يوجد هناك أرشيف يؤرخ لهذا الاتحاد الأهم في أسرة الاتحادات الرياضية وأن ما هو متوفر لا يمثل أكثر من 30% مما كان يجب أن يكون عليه.
الرجوع للمؤسسات والشخصيات الرياضية المعنية مهم جدا لكن كما تفعله اللجنة الأولمبية الأردنية الآن حيث تلتقي مع الأشخاص والقيادات الرياضية والعاملين في المجال الرياضي ولهم تأريخ رياضي لتستخلص منهم جانبا من هذا التاريخ قبل أن يرحلوا إلى العالم الآخر وهو ما يحصل عادة .
نعيش الآن عصر الإعلام والتكنولوجيا والارشفة والتأريخ اذا كانت هناك إرادة جادة من المسؤولين الحريصين على أن تترك ارثا مهما عن الرياضة للأجيال القادمة .
هيئة رواد الحركة الرياضية التي تضم في عضويتها شخصيات رياضية مارست الرياضة وقادتها سنوات عديدة وكان لها إنجازات يعتز بها هؤلاء الرواد نتمنى أن يعطوا كل ما لديهم وينفع لهذا التأريخ الرياضي .
الأمر في غاية الأهمية نأمل أن تواصل وتكمل اللجنة الأولمبية الأردنية جهودها واهتمامها لتحقيق هذا الهدف المهم جدا لتحقيق ما يسمى بتواصل الأجيال والحفاظ على تراث هام من التراث الإنساني الحضاري ونعني الرياضة.
*رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية