على الورق!
مصطفى الآغا
في كرة القدم، كل شيء جائز ووارد، ما دام على الورق هناك أرقام تقول إن الأمر لم يُحسم بعد…
ولكن أيضاً في كرة القدم هناك أمور واضحة من عناوينها، وهي قد تتأخر، ولكنها ستحدث في النهاية؛ فإن واجهت أنا مثلاً بطل العالم في الملاكمة في وزني؛ فالنتيجة محسومة برأيي مهما أبديتُ من مقاومة، ولهذا من أحرزوا كؤوس العالم هم ثمانية فقط، منهم ثلاثة أحرزوا اللقب 13 مرة (البرازيل 5 وألمانيا وإيطاليا 4 لكل منهما والأرجنتين والأوروغواي وفرنسا مرتين لكل منهما، ومرة لإسبانيا وإنجلترا)، علماً بأن أكثر من 200 دولة تشارك في التصفيات، ولكن القوة لهؤلاء حتى الآن رغم مرور فورات مذهلة مثل المجر وهولندا والبرتغال والاتحاد السوفياتي السابق.
لهذا كنا نقول إن تتويج الهلال بكأس دوري الأمير محمد بن سلمان بات مسألة وقت، بعد فوزه على النصر (ملاحقه المباشر)، واتساع الفارق إلى تسع نقاط، ولكن البعض كان يرفض هذا التوقع أو هذه القراءة لبقاء سبع مباريات فيها 21 نقطة ممكنة في الملعب، ورغم فوز الهلال على الفتح بقي البعض مصمماً إلى أن جاءت خسارة الهلال من الأهلي، وتقلص الفارق بين المتصدر ووصيفه إلى ست نقاط.
ست نقاط = مباراتين على الهلال أن يخسرهما من الأربع المتبقية أمام الفيصلي والحزم والوحدة والشباب، ولكن التعادل بالنقاط مع النصر يعني تفوق الهلال، لأنه الفائز بأهداف أكبر في المواجهتين؛ لهذا على الهلال أن يخسر ثلاث مباريات، ويفوز النصر بالأربع المتبقية (العدالة والفيحاء والاتحاد والاتفاق)؟ نظرياً ممكن أن يفوز النصر في هذه المباريات، لأنه أفضل من منافسيه مجتمعين، وربما تكون مباراة الاتحاد هي العقدة الأكبر؛ كون العميد لا يعترف بظروف في أسوأ حالاته، ولكن يبقى السؤال: هل سيفشل الهلال في الفوز ولو بمباراة من الأربع الباقيات؟
برأيي لو حدث الأمر فسيكون إحدى معجزات كرة القدم في زمن لم يعد فيه معجزات، ولكن الأكيد أن الإثارة عادت ولو بشكل طفيف إلى القمة، بعدما ذهب اهتمامنا الأكبر نحو الصراع على الهبوط الذي بات العدالة أكثر المرشحين تأكيداً، بعد خسارته الكبيرة من الوحدة، وما زال أمامه النصر والرائد والفيحاء والاتحاد. أما الاتحاد، فمتخصص في الإثارة، كل موسم، وهذا الموسم ليس استثناء، وكان الله في عون جماهيره الكبيرة داخل المملكة وخارجها.
*الشرق الاوسط