على ماذا تبذر الأندية أموالها؟

تيسير محمود العميري

يوم أمس وجه لي الصديق والزميل العزيز كمال الروسان سؤالا مفاده: كيف للأندية التي تشتكي من قطع الماء والكهرباء والهاتف عنها وتشتكي من ضيق الحال، أن تتعاقد في الوقت ذاته مع لاعبين محترفين من الخارج؟
هذا السؤال المهم يراود بال الكثيرين الذين يتابعون ما يجري في الأندية، خصوصا التي تلعب في دوري المحترفين لكرة القدم، فكيف يكون النادي فقيرا، وغنيا في الوقت ذاته؟
ربما تكون الاجابة أكثر “مأساوية” من السؤال ذاته، ذلك أن معظم إدارات الأندية لا تملك خيارات متنوعة للتعامل مع المشكلة المالية، سوى تحمل تبعات مزيد من الديون والقرارات الخاطئة، وما يتبعها من نتائج كارثية تعوق عمل الإدارات اللاحقة إن لم تتسبب بإيقاف العمل كليا.
وفي نظرة على سوق انتقالات اللاعبين الذي يغلق يوم غد الخميس، فإن أندية الوحدات والفيصلي والسلط، التي تنتظرها استحقاقات آسيوية في الشهرين المقبلين، تعاقدت مع ثلاثة لاعبين لكل منها، فيما تعاقد الرمثا مع لاعبين موجودين منذ الموسم الماضي، في حين أن بقية الأندية دخلت في مرحلة تجارب مع لاعبين آخرين قبل التوقيع معهم، حيث ينتظر أن تشهد الساعات الأخيرة من “الميركاتو” المحلي، تعاقد بقية الأندية مع عدد من المحترفين الخاضعين للتجربة حاليا.
لكن من أين ستدفع الأندية للمحترفين من الخارج، وهي لم تدفع بعد للمحترفين من الداخل؟ وكيف يمكن إقناع اللاعبين الأردنيين بأن “عين الأندية بصيرة ويدها قصيرة”؟ وهم يشاهدون التعاقدات تتم مع اللاعبين من دون إجراء دراسات واقعية للحالة المالية الصعبة التي يعيشها الجميع، وتنظر إلى تزايد أعداد الشكاوى المنظورة والجديدة التي تقدم يوميا للجنة أوضاع اللاعبين في الاتحاد الأردني لكرة القدم، وتضاف لها تلك القضايا التي تم البت بها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وما تزال الأندية غير قادرة على دفع مستحقات اللاعبين والفوائد المالية التي ترتبت عليها.
ما تقوم به الأندية مثال لما طرحه الصديق الروسان، وهي أشبه برجُل مَدين يرفض سداد الدائنين، وفي الوقت ذاته يتناول الطعام في أفخم المطاعم وينفق أموالا كثيرة على السفر والهدايا وغيرها!
حل المشكلة يتم بشكل متدرج يبدأ من الأندية، حين تتعامل مع واقعها الصعب بواقعية، وتطبق المقولة الدارجة التي مللنا من تكرارها: “على قد لحافك مد رجليك”، فمن لا يملك المال ويغرق بالديون ليس بحاجة لمزيد من النفقات غير الضرورية، طالما أن الدوري في نهاية المطاف يذهب لخزانة أحد الناديين: الفيصلي او الوحدات، فعلى ماذا تنفق وتبذر بقية الأندية أموالها؟.

*الغد

مقالات ذات الصلة

اترك رد

شريط الأخبار
إعلان نتائج الأوزان الرسمية لبطولة "PFL MENA" التي تقام غدا في جدة تغلبا على الفيصلي والأهلي....الحسين والوحدات لنهائي الكأس الأمير يلتقي الرجوب..اتحاد غرب آسيا يؤكد دعمه للكرة الفلسطينة "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة لـ"جولف السيدات" الكرة في ملعب اللاعبين...اضخم مكافاة بتاريخ الكاس  الفيصلي يواجه الحسين والوحدات يلتقي الأهلي في كأس الأردن غداً صالة أونيكس جدة تشتعل الجمعة بنزالات " PFL MENA" والنجوم يعلنون التحدي إنتر ميلانو الإيطالي يصعق برشلونة في الزقير الأخير هيئة الرواد تنعى وزير الشباب الأسبق هشام الشراري البدر: استضافة الكويت لاجتماعات اللجان الخليجية وعمومية الآسيوي حدث رياضي مميز مفيد حسونة يكتب....الرمثا مدرسة كرة القدم الأردنية ولكن ؟ طارق خوري يكتب...إلى إدارة نادي الوحدات… افتتاح ورشة عمل لجنة المسابقات لاتحاد كأس الخليج في الدوحة الحكم مخادمة يدير مواجهات الحسم بالدوري الإندونيسي طاقم حكام سعودي لادارة لقاء الفيصلي والحسين الفيصلي يرصد مكافأة مجزية في حال الفوز بالكأس بايرن ميونخ بطلا للدوري الألماني الموسم الثاني من دوري المقاتلين المحترفين في جدة ينطلق ..الجمعة صالح الراشد يكتب...ضعف الاعداد النفسي مقتل الكرة الأردنية عثمان القريني يكتب...الوحدات يهدر شلالا من الفرص ويخسر اللقب