طارق خوري يكتب…إلى إدارة نادي الوحدات…

د. طارق خوري
ستادكم نيوز – بعد كل ما حصل وكل ما جرى، وبعد مرور أربعة مواسم دون تحقيق لقب الدوري، وهو ما يعني الكثير لجماهير الوحدات، ناهيك عن المديونية الكبيرة التي تهدد استمرارية النادي، فإن المرحلة المقبلة تتطلب وقفة جادة، وعقلية مختلفة في التخطيط، تقوم على الدراسة الوافية لا على الاستجابة العاطفية أو المصالح الضيقة.
إعداد فريق الموسم المقبل يجب أن يتم بحكمة، وبقرار يُبنى على المصلحة العليا للنادي، لا على رغبات بعض المدربين أو ضغوط الأسماء. لقد أثبتت تجربة نادي_الرمثا، بفريق مجموع رواتبه الشهرية لا يتجاوز 20 ألف دولار، أن من يحرث الأرض هم أصحاب الانتماء الحقيقي، لا أصحاب العقود الضخمة. اللاعب الذي يقاتل باسم مدينته وبشغف الكرة، أثبت أنه أكثر نفعًا من نجمٍ يبحث فقط عن راتبه الشهري.
في الوحدات، كما في الفيصلي، رأينا كيف أن الأسماء الكبيرة لم تخدم إلا نفسها، وبقي كثير منها على دكة البدلاء، بلا أثر يُذكر، سوى في كشوف الرواتب، ولهذا، المطلوب هو مشروع حقيقي لثلاث سنوات، يُبنى على مجموعة شابة طموحة، تُطعّم بثلاثة محترفين مميزين، لا من باب الأسماء بل من باب الفاعلية، كما رأينا مع سيزار.
الوحدات ليس ملكًا للإدارة، ولا الفرح حكرًا عليها، فالإخفاق يطال قلوب الملايين من الجماهير… والمسؤولية الأخلاقية تحتم أن تُزرع لحظات النصر في صدور هؤلاء، لا أن يُكتفى بالتبرير والتباهي.
لقد تغيّرت كرة القدم… تغيّر فكرها، وتطورت أدوات إدارتها، ومن لا يواكب هذا التغير سيبقى في الخلف. آن الأوان لتُدار الأمور بعقلية متجددة، تتواضع أمام التحديات، وتضع شعار الوحدات فوق كل اعتبار.
كونوا على قدر العهد… فالوحدات لا يستحق إلا من يعمل له بقلبه، لا بمصالحه.
الوحدات لا يموت… لكنه ينتظر من يعيده فارسًا إلى ساحة المجد.