كتب : ملكون ملكون
السويد – ستادكم نيوز – لم تعد كرة القدم تلك الكرة الجلدية المملوءة بالهواء والتي يتقاذفها ويجري خلفها اثنان وعشرون لاعباً لتحقيق الفوز في ميدان رياضي بحت، فالكرة التي أطلقوا عليها اللعبة الشعبية الأولى في العالم أو لعبة الفقراء، أصبحت هماً واهتماماً لدى الجميع لأنها باتت مؤشراً ودليلاً على الكثير من التحولات الإقتصادية والإجتماعية بل وحتى السياسية .
الأدباء لم يجلسوا في أبراجٍ عاجية وينظروا من علياء بشيء من الازدراء لطقوس كرة القدم ونجومها، بل تفاعلوا معها واستعادوا في دواخلهم ذاك الطفل الذي كان يتمرغ في غبار الشوارع وهو يحاول أن يهزم اقرانه بكرة القدم.
*الخيميائي..مَنْ في البرازيل لا يعيش جنون كرة القدم ؟!
تساؤل يبدو ساذجاً في بلد اشتهر بالبن وكرة القدم حيث يعتبر الاقتصاديون البرازيليون أن كرة القدم ونجومها هم بمثابة الصناعة الثقيلة للبرازيل، لذا لن يكون مفاجئاً أن يكون الروائي البرازيلي الشهير (باولو كويليو ) واحداً من المغرمين بكرة القدم، مفسراً هذه العلاقة بينه وبين كرة القدم بالقول:((البرازيليون يترعرعون على حب شيئين الموسيقى و كرة القدم ، و أنا سِرتُ في نفس الطريق، الحياة و كرة القدم أمران مختلفان كثيراً عموماً أنا متسامح باعتدال لكن كرة القدم و الفريق البرازيلي يجعلونني في موقف متحيز دائماً، عندما يسألونني ما الذي يمكن أن أفعله في أوقات الفراغ خلال رحلات العمل فإنني ككاتب مشهور كثيراً ما أرفض الدعوات لزيارة المتاحف و المسارح إذ أفضل مشاهدة مباراة بكرة القدم )).
ولصاحب “الخيميائي” وجهة نظر مختلفة في جنون كرة القدم إذ يقول : ((في جلسة حوار في منتدى دافوس الاقتصادي كان محور النقاش عن الأشياء التي تحرك العالم، وكيف نخلق حالة البحث عن السعادة، و قد بدأت الكلام بالقول إن الشيء الأكثر أهمية هو كرة القدم لأنها ذروة الفن، و لانها توحد الناس وتمنحهم شعوراً رائعاً للاحتفال، وهذا يدعم روح الفريق بعيداً عن الشخصانية، فنحن بحاجة للعيش سوية كجماعة وأن نحترم اختلاف الآراء فيما بيننا، وكرة القدم هي أعظم استعارة مجازية بهذا الخصوص فكأس العالم أبرز مثال على ذلك حيث يسهم في زيادة خبرتنا الحياتية كأفراد و مجموعات )).
*إعلامي سوري يقيم في السويد – عمل في جريدة الشعب اليومية الأردنية