أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – قديما كان سايس الخيل له مواصفات خاصة ويحظى بشعبية كبيرة بين الناس لانه يطوع الخيل للفرسان لتصبح هادئة ومطواعة لفارسها فيما بعد ، ولذلك اتصفت الفروسية بالرجولة والشجاعة والشهامة والاخلاق العالية وأطلق عليها اخلاق الفرسان واصبحت لقب الفارس يمنح لمن يحقق متطلبات الفروسية الاخلاقية قبل الفنية في احتفال خاص .
وبعد استحداث البطولات الرياضية ظهر مصطلح الروح الرياضية والاخلاق التي يجب ان يتحلى بها اركان اللعبة وخاصة كرة القدم ، وهي تشبه الفروسية باخلاقها وقيمها.
ولكن الذي نشهده في ملاعب كرة القدم العربية وبطولاتها والاعلام الرقمي على المنصات هو الخروج عن الروح الرياضية واخلاق الفرسان ، مما افقد اللعبة اهدافها الإنسانية وروحها الأخوية.
واصبحت وسيلة سهلة لمحترفي الردح والشتم وانجر وراءهم بعض الساسة المراهقين الذين ينتظرون فرصة كهذه للعب بالعواطف واثارة النعرات الطائفية والمذهبية بين ابناء الامة العربية.
والأكثر ايلاما عندما يقود المنصات والجماهير بعض الجهلة والمتخلفين عقليا وسلوكيا والذين لا يعرفون عن الرياضة وكرة القدم سوى الجلوس في المدرجات لشتم الأخرين او الكتابة على المنصات الرقمية لانها اسهل الطرق للشهرة حتى ولو على حساب القيم والاخلاق لان فاقد الشيء لا يعطيه ولا يعرف قيمته.
وامامكم بعض النماذج في الوطن العربي تقود المنصات والمدرجات مستغلين انفعالات الجماهير للحظات في الملعب او على الشاشات والمنصات ، فهل تتنبه الاتحادات الرياضية العربية إلى خطورة السكوت عن مثل هذه النماذج السيئة وتمنعهم من مرافقة منتخباتهم وإبعادهم عن الملاعب لانهم يسيئون إلى اوطانهم قبل الاساءة إلى الآخرين وإحالة من يسيء إلى القضاء.
وهنا يحضرني موقف الجهات المعنية في الاتحاد السوفييتي ابان دورة الالعاب الاولمبية 1980 والتي اقيمت في موسكو حيث قامت الحكومة بإبعاد اصحاب السوابق والمنحرفين والمدمنين خارج موسكو ابان الدورة حتى لا يسيئوا إلى الضيوف والى بلدهم.
في المقابل في بعض بلداننا العربية يبحثون عن امثال هذه النماذج السيئة لمرافقة المنتخبات الوطنية وقد يمنحوهم مكافئآت مادية وتسهيلات في السفر والحضور .
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك
*الصورة تعبيرية