صالح الراشد
ستادكم نيوز -يتابع مليارات البشر البطولات الأوروبية بكرة القدم، ويحفظون أسماء الأندية واللاعبين ولكل منهم فريق يشجعه، ووسط هذا الزحام من البطولات يبرز الدوري الانجليزي كأروع البطولات وأقواها وأفضلها، وأشدها غموضاً في نتائج المباريات والفوز باللقب، وهذه أمور يتميز بها عن بقية الدوريات الخمس الكُبرى في القارة العجوز، لذا يتقدم الدوري الانجليزي الدوري في كل من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا في المردود المالي من حيث قيمة البث الفضائي والتي تعادل ضعفي ما تحصل عليه البطولات الأربع الأخرى مجتمعة، وهذا أمر يوفر مردود مالي ضخم للأندية ويساعدها على إبرام صفقات كبيرة وتحسين مستوى فرقها ورفع قوة البطولة.
وحتى تتضاعف قيمة البث التلفزيوني كان لا بد من وجود محفزات تجعل الشركات تبادر للتعاقد لرعاية ونقل مباريات الدوري فضائيا لسكان العالم بمختلف لغاتها وثقافاتها، فالفارق بين الانجليزي والدوريات الكبرى بقوة المنافسة ففي هذا الموسم مثلاً يتصدر الدوري الارسنال برفقة ليفربول بنفس الرصيد النقطي “64” وورائهما مانشستر سيتي بفارق نقطة “63” ويبحث عن سقوط أي منهما أو استغلال المباريات التي ستجمعهم سوياً للانقضاض على الصدارة، فيما يتصدر فريق بايرليفركوزن الدوري الألماني ب”70″ نقطة بفارق “10” نقاط كاملة عن وصيفة بايرن ميونخ “60” نقطة، وفي الدوري الاسباني يتقدم ريال مدريد “72” بفارق “8” نقاط عن برشلونة “64”، وفي الدوري الفرنسي يسير باريس سان جيرمان بكل ثقة صوب اللقب برصيد “59” نقطة ووراءه ستاد بريست “47” نقطة لنجد ان الفارق “12” نقطة، أما في ايطاليا فيتصدر البطولة انتر ميلان برصيد “76” نقطة وبفارق “14” نقطة عن أي.سي. ميلان “62” نقطة، وهو ما يعني ان الصراع على اللقب في هذه البطولات قد انتهى على عكس الانجليزي حيث يتزايد الصراع من يوم لآخر، وهذه علامة فارقة في الدوري الانجليزي حيث التنافس يستمر حتى اللقاء الأخير.
وإذا ذهبنا لتوزيع الألقاب في السنوات العشر الأخيرة نجد ان فريق فريق يوفنتوس سيطر على “7” ألقاب للدوري الايطالي في آخر عشر سنوات، ولقب واحد لكل من انتر وميلان ونابولي في المواسم الأخيرة، وفي ألمانيا وبذات الفترة ذهبت جميع الألقاب العشرة لفريق بايرن ميونخ، أما في فرنسا حيث يهيمن باريس سان جيرمان فقد توج باللقب “8” مرات مقابل مرة واحدة لفريقي ليل وموناكو، وفي اسبانيا تقاسم برشلونة “5” وريال مدريد “3” وأتلتيكو مدريد”2″ التتويج باللقب، مما زاد قيمة البث الفضائي للدوري لكنه يبقى بعيداً عن الدوري الانجليزي الذي شهد تتويج مانشستر سيتي “6” مرات مقابل مرتين لتشلسي ومرة لفريق ليفربول وليستر سيتي بعد ان ظهر مانشستر سيتي كفريق مختلف.
وكما هو معروف فان التنافس وقوة البطولات يزيدان من الحضور الجماهيري لنجد ان الدوري الانجليزي هو الأكثر حضوراً حيث نادراً ما نجد مقعداً فارغاً في أي لقاء على عكس بقية البطولات التي تشهد غياب في عديد المباريات، وهذه الأمور مجتمعة تزيد من عمل مكاتب المراهنات المنتشرة في العالم، لنجد ان الدوري الانجليزي الأكثر متابعة بين المراهنين بسبب عدم ضمان النتائج وبالذات في القارة الأوروبية وشرق آسيا في اليابان وكوريا والصين وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يعتبر الدوري الفرنسي الأقل في مجال المراهنات ثم الألماني فالايطالي الذي يعاني للآن من صدى فضائح العبث بنتائج المباريات لأجل المراهنات، فيما يحتل الدوري الاسباني مركز الوصافة في قضية المراهنات.
ومن محصلة هذه الأرقام نجد ان الدوري الانجليزي يستحق ان يصنفه الاتحاد الدولي كأفضل الدوريات في العالم، كونه دوري الإثارة والتغيرات غير المتوقعة في ظل تعدد موارد الأندية المملوكة في غالبيتها لشركات أو أشخاص من خارج انجلترا، وهذا أمر تتميز به الأندية في انجلترا عن غيرها فالارسنال مملوك للأمريكي ستان كرونكي، وليفربول للأمريكي جون دبليو هينري، ومانشستر سيتي الاماراتي الشيخ منصور بن زايد، فيما يملك المصري ناصف سويرس نادي استون فيلا الرابع في ترتيب الدوري، وهذا أمر لا نجده بهذا الوضح في بقية الدوريات، وبسبب هذا التنوع يتم نشر الدوري الانجليزي وبقية بطولاته خارج الحدود.