أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – في سنوات الدراسات العليا لبرنامج الدكتوراة في موسكو في بدايةً ثمانينيات القرن الماضي
كنا نبحث عن مكان لقضاء بعض الوقت للفراغ الممل في ليل موسكو الطويل في الشتاء والذي يصل الى 18 ساعة ويزيد احيانا ،
ومن ضمن هذه البرامج الترويحية ممارسة رياضة الجرى في المضمار المغلق في المعهد مع مجموعة من الاصدقاء من العرب واغلبهم من العراق الشقيق ،ونلعب احيانا العاب الكرة المختلفة في نهاية الاسبوع ما تيسر اليها سبيلا
وكنت من هواة المصارعة الرومانية منذ دراستها في المعهد العالي للتربية الرياضية في ابي قير بالاسكندرية في مرحلة البكالوريس في ستينيات القرن الماضي ،
وبدات اذهب الى صالة المصارعة بانتظام وتعرفت على (ميشا )مسؤول الصالة وكان من ضمن المرافق لقسم المصارعة (الساونا ) للذهاب اليها بعد التدريبات للاعبين الذين كانوا يتدربون في صالات المعهد في معظم الالعاب منها المصارعة بكافة اشكالها الحرة والجريكرومان والجودو لاستعادة الشفاء والترويح ،
وبدون دخول في التفاصيل بعد ان اصبحت اذهب بشكل منتظم الى صالة المصارعة احيانا بهدف الساونا بعد ذلك في برد موسكو القارص ،
وفي مساء يوم السابع من تشرين اول اكتوبر 1983 لاحظت اجراءات استثنائية في صالة المصارعة كالورود وحلويات الكيك وخلافه مما اثار فضولي وسالت ميشا عن هذه الترتيبات فهمس في اذني ان اليوم عيد ميلاد احد لاعبي الجودو الذي يتدرب مع المنتخب السوفياتي انذاك واشار الي بيده على كتفه مع كلمة(بلكوفنك) وفهمت فيما بعد بانها يحمل رتبة عسكرية في جهاز الاستخبارات ال KGB وانه ضابط شاب يلعب الجودو حيث انه من مواليد السابع من اكتوبر تشرين اول 1952 في مدينة ليننجراد (سانت بطرسبيرغ)
وطبعا اثرت الصمت خوفا ورعبا كغيري من مصطلح ال KGB الذي يرعب الغرب ،
مع انه كان ودودا مع اللاعبين في صالة المصارعة والحضور في الساونا لكنه كان الصمت يخيم في حضوره في تلك الايام فكيف هو الحال في هذه الايام بعد صعوده الى سدة الحكم في روسيا وهو يصادم الغرب في حرب ضروس في اوكرانيا ، ولكنه في يوم عيد ميلاده في السابع من تشرين اول اكتوبر تراه محتفلا ومبتسما وودودا.
*العميد الاسبق لكلية الرياضة في جامعة اليرموك
