الراشد يكتب ..انهيار جماعي للكرة الأردنية..المنتخب دون الطموج والفيصلي غادر دوري الأبطال ومهمة صعبة للوحدات

صالح الراشد

ستادكم نيوز – تراجعت الكرة الأردنية في مشاركاتها الخارجية على صعيد المنتخب الوطني والأندية الأبرز التي تمثل الأردن في بطولات الأندية الآسيوية، وهو ما يوجب على أصحاب القرار التوقف مطولاً قبل الاستمرار في التراجع، ودراسة الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور مع خبراء اللعبة وليس مع الإداريين، فالمنتخب الوطني الذي كان يحلم عشاق النشامى أن يتواجد في نهائيات كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك أصبح في موقف لا يحسد عليه بعد جولتين من التصفيات فقط، فيما غادر الفيصلي دوري أبطال آسيا من دور المجموعات واحتل المركز الأخير في المجموعة الثانية، ففيما تعرض المنتخب لخسارة تعتبر ثقيلة أمام نظيره السعودي في العاصمة الأردنية بهدفين دون رد وتعادل مع طاجكستان على أرضها، ليصبح أمل “النشامى” معلق بالمنتخب السعودي وفوزه على طاجستان على أمل فوز النشامى في القاء الحاسم على المنتخب الطجكي في عمان، عدا ذلك فان النشامى سيكتفون بمشاهدة البطولة عبر الشاشات التلفزيونية وينتظرون أربع سنوات أخرى، فيما الوحدات يحتاج “لحسبة بورما” من أجل التأهل للدور الثاني في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي

المنتخب غير مقنع

يجمع الشارع الرياضي الأردني على أن المنتخب الوطني بكرة القدم غير مقنع فيما يقدمه في المباريات الأخيرة منذ تسلم المهمة المغربي الحسين عموته، فلا يوجد صورة واضحة للمنتخب او شكل، ونجده كل لقاء بشكل مختلف مما أدى لضعف الانسجام بين اللاعبين، ليتعادل مع طاجكستان في أولى مبارياته في تصفيات كأس العالم “1-1” بعد آداء هزيل غيرمتوقع ولا يتناسب مع حجم أسماء لاعبي المنتخب الأردني، وفي اللقاء الثاني تعرض لسقطة عنيفة حين خسر على أرض استاد عمان أمام نظيرة السعودي “0-2″، وكانت الجماهير تمني النفس أن يعود المنتخب لسابق مستواه في هذا اللقاء ويقدم نفسه كمنافس حقيقي على إحدى البطاقات الثمانية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، ليصبح المنتخب في موقف صعب ويعتمد على لاعبي المنتخب السعودي حين يخوضون لقائهم مع طاجكستان على ملعب الأخير، وللآن لم يفقد المنتخب الأمل ويستطيع الوصول للدور الثاني من التصفيات لكن بشروط أولها تعديل الجهاز الفني الذي بدا غريباً عن المنتخب والكرة الأردنية.

الفيصلي خروج مبكر

منذ البداية ظهر ان فريق الفيصلي سيغادر البطولة لا سيما بعد ان خسر في عمان أمام ناساف “0-1” ثم أمام الشارقة في الامارات “0-1” وسقط يقسوة في مباراته مع السد وخسر “0-6″، وبالتالي أصبح لزاماً عليه الفوز في جميع مبارياته في الإياب على أمل الوصول للمركز الثاني الذي لن يسمح له بالتأهل برصيد “9” نقاط، ليعود الفيصلي أمام السد ويفوز بنتيجة “2-0” ليخسر من جديد أمام ناساف متصدر المجموعة الثاني ب”1-3″، لتستقبل شباك الفريق “11” هدف فيما سجل “3” أهداف قط، مما أعطى مؤشر بأن بطولة دوري أبطال آسيا أكبر من مستوى الأندية الاردنية.

الوحدات وسط حسابات معقدة
وضع الوحدات نفسه في حسابات متوقعة رغم ان الحديث انصب على صعوبة المجموعة، ولكن عند مشاهة المستوى الحقيقي للفرق ظهر ان الوحدات يملك مفاتيح لعب أكثر من الجميع لكنه عاجز عن تحقيق الهدف بسبب ضعف الانسجام والتسرع، وبدأ الوحدات مباريات البطولة بالفوز على اتحاد حلب “2-0” ثم خسر أمام الكويت الكويتي “1-2” ليعود ليفوز على الكهرباء العراقي “3-1” ويخسر في الاياب بذات النتيجة قبل ان يعود ويجدد فوزه على الاتحاد “2-0″، ليبقى أمله مرهون بلقاءه مع الكويت في عمان حيث يجب عليه الفوز ليرفع رصيده إلى “12” نقطة ويطمح لتعادل أو خسارة الطهرباء على أرضه أمام اتحاد حلب.
ويعول عشاق الوحدات على أن يحصل الوحدات على مركز الوصيف في المجموعة ليتأهل كأفضل ثاني، وهي حسبة ليست بالسهلة بعد انسحاب فريق جبل الكبر المكبر الفلسطيني بسبب الضغوط الصهيونية، مما سيجعل الاتحاد الآسيوي يقوم بشطب نتائج الفرق المتنافسة على أفضل ثاني مع الفريق صاحب المركز الأخير، وهذا يعني أنه في حال فوز الوحدات على الكويت بان رصيده سيصبح “6” نقاط فيما سيكون رصيد الوزراء ثاني المجموعة الثالثة في حال فوزه هو الآخر على فريق الرفاع البحريني “5” نقاط مع العلم ان رصيده الحالي “8” نقاط منها “6” نقاط بفضل فوزه على فريق النجمة اللبناني متذيل المجموعة، ليكون التنافس مع وصيف المجموعة الأولى وقد يكون الفتوة السوري أو العهد اللبناني ولكل منهما “3” نقاط، وعندها ستحسم حسبة الأهداف هوية الفريق المتأهل، أما في حال تعادلهما فان رصيد كل منهما يصبح “4” نقاط وعندها يتأهل الوحدات.

توقفات غير مبررة

الملاحظ في البطولات المحلية الأردنية كثرة التوقفات تحت شعار إعداد المنتخب الوطني، وهو ما أثر على المستوى العام للأندية التي تشكل الرافد الرئيسي للمنتخب، رغم وجود عدد كبير من المحترفين خارج البلاد في المنتخب، فالوحدات خاض أولى مباريات في دوري المحترفين بتاريخ 4-8-2023، فيما الفيصلي بتاريخ 5-8-2023، ليتوقف الدوري بعد 25-8 ولغاية 29-10، وهي فترة طويلة خاض خلالها الوحدات مبارته الأولى في كأس الاتحاد الآسيوي بتاريخ 19-9 ثم بتاريخ 3-10 و24-10، فيما خاض الفيصلي مبارياته في دوري أبطال آسيا بتاريخ 18-9، 2-10 و23-10، وبالتالي خاض الفريقين مباريتهما المهمة في البطولات الآسيوية وسط غياب لاعبيهما عن المشاركات القوية والتي ترتقي بالمستوى والآداء الجماعي للفريقين، لتكون نتائج الفريقين متوقعة لعدم وجود اعداد مناسب، وخلال هذه الفترات أقيمت مباريات بطولة الكأس وهي منافسات كانت غير مؤثرة بالنسبة للأندية الكبيرة كونها قابلت أندية من درجات محتلفة.

وترك توقف الدوري علامات استفسهام عديدة حول الأسباب التي أدت لضعف نتائج الأندية في البطولات الآسيوية لا سيما ان المنتخب خاض فقط مبارتين في تصفيات كأس العالم، مما يعني ان الأندية وبطولاتها تأتي في مركز متأخر بحسابات اتحاد الكرة ومن يضع البرامج الخاصة بكرة القدم الأردنية، وهو يثبت أن من يُدير اللعبة غير مؤهلين لهذه المهمة الصعبة، لا سيما أن الأندية تضم مجموعات مميزة من اللاعبين فيما المنتخب يضم المجموعة الأبرز في تاريخ اللعبة، لذا يبدوا ان الخطأ في التخطيط.

الأندية الحاضر الغائب

ويستغرب الجميع موقف الأندية التي هددت بعدم المشاركة في البطولات لحاجتها للمال، ولم تعترض على الأجندة الكروية التي سترهقها وستتسبب في زيادة أعبائها المالية، فالتوقفات تضر بالأندية في عدة محاور أبرزها فنياً، وهو ما ظهر حين تواجه فرق من خارج الأردن تملك استعداد أفضل من أنديتنا، ولا تظهر الفوارق الفنية محلياً كون الإيقاف يلحق الضرر بالجميع فيكون الهبوط الفني جماعياً، وبالتالي لا تحلل الأندية الآداء وتكتفي بالرضا بالنتائج، كما ستحلق بالأندية أضرار مالية كبيرة كون الموسم سيمتد لفترة طويلة قد تزيد عن شهرين إضافيين.
ويمثل الأندية في مجلس إدارة الاتحاد عدد من أعضائها، ورغم ذلك لم نسمع لهم صوتاً ولا اعتراض على التغيرات التي تصيب الأجندة الكروية، وربما يعود السبب لضعف غالبيتهم في علم كرة القدم، لذا فهم حاضرون في مركز اتخاذ القرار مُغيبون عن القرار الذي يتخذه الجهاز الفني للمنتخب، ولا يدركون خطورته إلا بعد التعرض للخسائر والخروج من البطولات الخارجية، ويبدو أنهم يركزون على البطولات المحلية معتقدين ان هذه هو الأمر الطبيعي ويكسبهم الشعبية، وهو ما يوجب على الأندية ان تتخذ قراراتها قبل عقد أي اجتماع لمجلس إدارة الاتحاد بعد الاجتماع مع متخصصين في المجال الفني، ويتم نقل تصوراتها في الاجتماعات.

تغيير المدربين ومن يتحمل المسؤولية..؟!!

والغريب العجيب في كرة القدم الأردنية التغيرات التي أصابت الأجهزة الفنية للمنتخب والفيصلي والوحدات، فالمنتخب بدأ استعداده لتصفيات كأس العالم بقيادة العراقي عدنان حمد ووصل المنتخب لمستوى فني أرضى الجميع وزاد من حلم الظهور في البطولة الكُبرى، وفي هذا الوقت تم التخلي عن حمد والتعاقد مع المغربي الغريب عن الكرة الأردنية والآسيوية الحسين عموتة، ليهبط مستوى المنتخب بشكل غريب وغير مبرر، مما يجعل عمونه ومن تعاقد معه شركاء في عملية التراجع والإخفاق إن حصل لا سمح الله.
وعلى ذات النهج سار الفيصلي الذي أشرف على تدريبه اربعة مدربين، فكانت البداية مع جمال ابو عابد وحقق أفضل النتائج وظهر الفيصلي بصورته المعروفة المميزة، ليتم التخلي عنه عقب الخسارة أمام الوحدات وتولى مساعده حسونة الشيخ المهمة ليتم التعاقد مع التونسي غازي الغريري، والذي لم تطل مدة إقامته ليكون البديل المحلي أحمد هايل، فيما الوحدات بدا الموسم مع المدرب البوسني داركو قبل التخلي عنه ليتولى المهمة المؤقتة محمد جمال ليتم التعاقد مع المدرب العُماني رشيد جابر، وللحق فإن هؤلاء المدربين يملكون خبرات واسعة لكن لا أحد قادر على العمل في بطولة تتوقف بشكل مفاجىء.
ويعتبر الكثيرون ان الغاية من هذه التغيرات لإيجاد شماعة تعلق عليها الإدارات أي إخفاق أو وفشل في العمل على الارتقاء بالنادي، وبالتالي يروجون للجميع بأنهم يبحثون عن الأفضل للنادي، لكن المحصلة التي نشاهدها تُظهر عكس ذلك وأن قراراتهم خاطئة على صعيدي الأندية والمنتخب.

ما هي خطط الموسم؟

اعتاد الجميع على وجود برامج ثابته يقدمها الجهاز الفني لمواعيد التوقف والاستمرار ويتم إطلاع الأندية عليها قبل بداية الموسم، وهذه الطريقة أدخلها المدرب الصربي برانكو ثم المصري محمود الجوهري والذي أدخل فكرة المعسكرات الطويلة لإعداد اللاعبين، فيما يعتبر عدنان حمد أقل المدربين إيقافاً للبطولات كونه يعتمد على اللاعبين الجاهزين، ويعتبر الأندية أفضل من يعمل على تجهيز اللاعبي فنياً وبدنياً، ويقوم حمد بوضع الخطط التي تناسب البطولات التي يشارك بها ليحقق نتائج مميزة خلال عمله مع المنتخب، فيما عموتة قام بايقاف الدوري لثلاث مرات مما يؤشر إلى أنه يتبع طريقة الجوهري، ويعتبر البعض ان عموتة يقوم بتنظيم التجمعات في أيام الفيفا، لكن هذا الأمر لم ينطبق مع التوقف الطويل في شهر أيلول.

المطلوب

في ظل الظروف الحالية فان كرة القدم الاردنية بحاجة لخلوة لأصحاب الخبرات الفنية المحليين وهم كثر، لتحديد سياسة الكرة الأردنية ووضع نظام ثابت يلتزم به المدربون القادمون من الخارج، وفي الأردن خبرات مميزة قادرة على صياغة خطة نموذجية في ظل وجود خبرات كبيرة منهم نهاد صوقار، زياد عكوبة، عيسى الترك، أسامة قاسم، عبدالله أبو زمع، جمال أبو عابد، أحمد عبدالقادر، أو بالتعاقد مع خبير فني عربي أو أجنبي يملك سيرة ذاتية مميزة، كما أن المطلوب تشكيل لجنة فنية صاحبة قرار لحماية اللعبة من تدخلات الأشخاص المتنفذين ولا يملكون اي خبرات في مجال اللعبة والتخطيط لها.

*تبديلات المدربين مجهولة .. والغاية الحفاظ على المناصب
*خطط الموسم غير واضحة.. فمن يتحمل المسؤولية..؟!!

 

 

مقالات ذات الصلة

اترك رد

شريط الأخبار
شباب العقبة ينجح في اختبار شباب الأردن ويصعب مهمته الحسين يفلت من مصيدة الأهلي ويحافظ على الفارق النقطي الفيصلي يوافق على انتقال لاعبه رزق بني هاني لسيلانغور الماليزي تشلسي يقزم آمال توتنهام بالتأهل في دوري أبطال أوروبا القريني يطالب إدارة الوحدات بتجديد عقد "شرارة" والتركيز في اختيار نوعية اللاعبين في بادرة هي الأولى ....تهديد رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالحبس الوحدات يعبر السلط بثلاثية بدوري المحترفين الفيصلي يدك مرمى الجليل برباعية بروسيا دورتموند يتغلب على ضيفه سان جيرمان في ذهاب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا سحاب يتقدم خطوة مهمة على حساب مغير السرحان مديرية الجامعة توسع الفارق في ميداليات دورة الاستقلال الرياضية المدرسية في مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو....أبطال الأردن: جاهزون لبطولة المقاتلين المحترفين في الشرق الأوسط ريال مدريد يخطف نقطة من بايرن ميونخ في ذهاب الدور قبل النهائي من دوري أبطال أوروبا حفيد كلاي يؤدي مناسك العمرة.. نائب الرئيس التنفيذي لرابطة المقاتلين المحترفين ماك يعتنق الإسلام ويؤد... تسمية حكام الجولة 18 من دوري المحترفين الجولة 18 من دوري المحترفين تنطلق غدا مديرية الجامعة تواصل صدارتها لمسابقات دورة الاستقلال الرياضية المدرسية 47 لاعبا ولاعبة يمثلون المنتخب الوطني للمصارعة في البطولة العربية برشلونة يستعيد عافيته عن طريق فالنسيا لاعبو الفيصلي يطلبون من إدارة أن تتحد ومنحهم مستحقاتهم المالية ؟!