علاقة متوترة بين الاتحاد والأندية

تيسير محمود العميري

من الواضح أن العلاقة بين اتحاد كرة القدم ومعظم أندية دوري المحترفين لا تسير على ما يرام، ويمكن وصفها بأنها “متوترة”، وكأن الطرفين اتفقا على أن لا يتفقا، سواء فيما يتعلق بالأمور المالية أو البروتوكول الصحي الجديد، ويضاف إلى ذلك أن الأندية تشتكي من سياسة “التطنيش” وعدم الرد على ملاحظاتها ومطالبها، وكأن عدم الرد يمثل ردا في حد ذاته.
لكن هل يلام الاتحاد وحده فيما يجري بين الطرفين من خلافات واختلافات بوجهات النظر وتباين في الرؤى والمواقف؟، أم أن الأندية تتحمل هي الأخرى جزءا لا بأس به من المسؤولية، لأنها غير قادرة على تدبير شؤونها من دون حاجة للاتحاد؟
خلال جائحة كورونا، كثر التذمر من قبل الأندية، التي لا تجد طريقها بسهولة إلى داخل مقر الاتحاد؛ حيث تحول الإجراءات الصحية الاحترازية، دون دخول ذلك العدد الكبير من المراجعين، في الوقت الذي تحرص فيه معظم الدوائر الحكومية والشركات وغيرها من المرافق، على تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي والتقليل قدر المستطاع من الاختلاط، والاكتفاء بالتعامل عن بعد.
من خلال تجربتي الصحفية التي تمتد لنحو ثلاثين عاما، أعلم جيدا أن الأندية تفضل الحضور إلى الاتحاد ومناقشة أصحاب القرار بشكل مباشر، وقد حاول بعض أمناء السر، في وقت سابق، اتباع سياسة “الباب المغلق” أمام المراجعين إلا في حدود ضيقة، واللجوء إلى أدوات التكنولوجيا وتفعيل استخدام البريد الالكتروني و”ماسنجر” و”واتساب”، لتمرير الملاحظات وتبادل وجهات النظر، لكن ذلك أدى إلى توتر في العلاقة لأن الزائر يفضل رؤية المسؤولين في الاتحاد وجها لوجه، لاعتقاده بأن حل المشاكل والحصول على المستحقات لا يتم إلا من خلال جلسة طويلة قد تمتد لساعات، يتعطل فيها عمل المسؤولين لكثرة المراجعين.
أعتقد “وهذا ليس من باب المجاملة”، أن شخصا مثل أمين السر السابق فادي زريقات، تمتع بقدرة فائقة على احتواء الخلافات وثائرة رؤساء الأندية عند زيارتهم لمقر الاتحاد.. كان الرجل يمتلك “كاريزما” خاصة جعلته قادرا على إرضاء معظم الزائرين الغاضبين، وإنهاء قضايا ومشاكل عديدة دون إثقال كاهل مجلس إدارة الاتحاد بها، لكن بالطبع لكل مسؤول أسلوبه في كيفية التعاطي مع المراجعين.
من حق الاتحاد أن ينظم آلية عمله استنادا للمصلحة العامة والوضع الصحي الراهن، لكنه في الوقت نفسه مطالب بأن يرد رسميا على مطالب الأندية، سواء ما تعلق منها بحجم الدعم المالي المقدم من “فيفا”، أو البروتوكول الصحي الجديد وآلية تطبيقه، بحيث يكون الاتحاد قولا وفعلا على مسافة واحدة مع جميع الأندية، ويحدد على وجه الخصوص أي الاختبارات التي يعتمدها فيما يتعلق بفحوصات كورونا، فيما إذا كانت من قبل مختبرات حكومية أو خاصة أو الاثنتين معا، بعد أن تباينت أكثر من نتيجة في الآونة الأخيرة، والمدة التي يفترض أن يغيبها المصاب بالمرض.
عدم الرد على مطالب واستفسارات الأندية، وتكريس مقولة “عدم الرد.. رد” ولو كان ذلك دون قصد، سيزيد من الهوة بين الاتحاد والأندية، ويجعل الكرة الأردنية عرضة للتعطل والضرر بين الحين والآخر، أو كما يقول المثل “كلما دق الكوز في الجرة”.

مقالات ذات الصلة

اترك رد

شريط الأخبار
رفض عرضا إسرائيليا...النرويجي ساتر : لن ألعب في دولة تقتل الأبرياء روما الإيطالي يقيل مدربه دانيلي دي روسي وفاة هداف كأس العالم الإيطالي سكيلاتشي برشلونة يتلقى الخسارة الأولى بقيادة مدربه الجديد الألماني هانزي أمام موناكو شباب العقبة يحقق فوزه الأول عن طريق السلط أخطاء تحكيمية لافتة....الأهلي ينقلب على شباب الأردن ويحافظ على الصدارة خسارة الحسين إربد وغياب القراءة الفنية "جولف السعودية" و"توب جولف كالاواي براندز" تعلنان شراكتهما لتطوير مستقبل الجولف في المنطقة الحسين إربد يتعثر ويخسر أمام أهلي دبي بالثلاثة إدارة النادي الفيصلي تلتقي فريق الكرة أبوظبي تستضيف الجولة العالمية لكرة السلة الثلاثية نصف نهائي "دوري المقاتلين" يشعل أجواء "بوليفارد سيتي" الرياض الأخضر واستهلال موفق لمشواره في دوري أبطال آسيا شجار على دكة بدلاء الوحدات في مباراته مع سباهان الإيراني.....صور اتهم الإدارة بعدم الأحترافية....هايل يتجه لتقديم شكوى بحق الفيصلي الوحدات يخطف فوزا ثمينا من سباهان الإيراني بدوري أبطال آسيا الوحدات يعلن تشكيلة البداية أمام سباهان الإيراني "القلمون اللبناني" بطلاً لكأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك للكرة الطائرة للسيدات رأفت علي: نبحث عن الحلول للعقم الهجومي ونسعى لبداية قوية شباب الحسين ومليح بافتتاح كاس الأردن في الكرةالطائرة