صالح الراشد
ستادكم نيوز – تُبرم أندية كرة القدم عقوداً مرتفعة الثمن لتعزيز صفوفها أو لبناء فريق قادر على تحقيق حلم الإدارت المختلفة، ويختلف طموح وإنفاق هذه الأندية حسب رغبتها وقدرتها، فالبعض يبحث عن العالمية لذا يُنفق بشكل مبالغ فيها، وهناك من يبحث عن بطولة محلية وقد ينفق فوق قدراته، لكن في جميع الظروف فإن الإنفاق المالي على التعاقد مع النجوم لا يعني الظفر بالألقاب ونيل البطولات، كون حسم البطولات يحتاج لحسابات خاصة ومطولة من النواحي البدنية والنفسية والإدارية والتنظيمية، وفي حال تعرض أي من هذه الأمور لخلل يصاب المشروع كله بالعطب، وقد شاهدنا هذا الأمر في عديد الأندية العالمية التي أنفقت ببذخ ثم استفاقت على كابوس مُرعب.
ففي القارة الأوروبية حيث المال الوفير يكون الانفاق بشكل كبير، كون الألقاب تزيد من الدخل المالي وترفع من القيمة السوقية للأندية المملوكة للأفراد والشركات، وقد تنفق الأندية مبالغ كبيرة دون أن تحقق الطموح، كما حصل مع فريقي مانشستر سيتي الانجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي، اللذين حققا العديد من الألقاب المحلية لكنهما فشلا بتحقيق الحلم الأوروبي ونيل لقب دوري الأبطال، فمانشتسر سيتي المملوك للامارات أنفق مبالغ مالية كبيرة على التعاقد مع أبرز النجوم على أمل التتويج باللقب القاري، ليتعاقد مع الانجليزي غراليش والاسباني غوميز والارجنتيني ألفاريز وأخيراً النرويجي هالاند وقبلهم وبعدهم الكثير، لينفق أكثر من نصف مليار لتحقق الحلم لكنه يفشل من عام لآخر ويحلم بتحقيق المراد في هذا العام، فيما يرافق الفشل فريق باريس سان جيرمان المملوك لقطر، حيث أنفق ببذخ لدرجة تقارب التبذير بالتعاقد مع الارجنتيني ميسي نجم العالم ونيمار مبدع البرازيل وراموس قلب دفاع اسبانيا وتمسك بالفرنسي مبابي ورفض جميع العروض الضخمة، كل ذلك لأجل الكأس ذو الأذنين، لكنه يغادر رغم كل هذا الانفاق دون تحقيق الحلم.
وحتى في العالم العربي فان التجربة تتكرر، فالنصر السعودي تعاقد مع النجم العالمي رونالدو وكان الفريق حينها في صدارة الترتيب، وبعد عدة مباريات خسر الصدارة وقد يتراجع لأكثر من ذلك، فالتعاقد مع النجوم لا يعني حصد البطولات التي تحتاج لفريق متناغم يلعب بطريقة منظمة تعتمد على الآداء الجماعي وليس الفردي، كما ان على اللاعبين أن يملكوا ثقافة الفوز بالبطولات، وهذا ما نشاهده في ريال مدريد الاسباني الذي يحقق اللقب الأوروبي والعالمي في أسوء ظروفة، لذا لن يتفاجأ أحد إن غادر مانشستر سيتي البطولة القارية هذا الموسم واحتفظ ريال مدريد باللقب.
ومحلياً في الأردن تصدر الحسين اربد لائحة التعاقدات، وأبرم صفقات عجزت الأندية الكُبرى عن إبرامها، على أمل الفوز بلقبي الدوري والكأس الذين استعصيا على الفريق منذ صعوده لدوري الأضواء، ويأمل مجلس إدارته بنيل اللقبين قبل وصول النادي لعمر الستين عاما في العام القادم، وكان الفريق قد حصل على كأس الكؤوس ودرع الاتحاد، فيما الطموح بالظفر بالدوري والكأس يتزايد مع العلم أنه ليس بالأمر الهين رغم ازدحام الفريق بالنجوم الكبار، وهذا يعني ان الفريق بحاجة لمدرب كبير قادر على التعامل مع اللاعبين وتطويع قدراتهم لمصلحة الآداء الجماعي، كما عليه زراعة روح الظفر باللقب ليتفادى اللاعبون النواحي النفسية التي أصابت فريق الجزيرة قبل سنوات، وهذه هي الطريقة الوحيدة للظفر بالألقاب وعدا ذلك سيلحق الحسين اربد بالفرق الكبيرة التي أنفقت ولم تحقق الهدف.
آخر الكلام:
بناء فريق قادر على حصد الألقاب يحتاج لسنوات من الاعداد لزيادة الانسجام بين اللاعبين، أما تشكيل فريق خلال أشهر والفوز بلقب فهذا أمر شبه مستحيل في ظل وجود ثقافة محددة في نادي ويجب أن تنتقل هذه الثقافة للاعبين لتحقيق المراد، لذا يتألق ريال مدريد ويفشل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان بالفوز بدوري أبطال أوروبا.