أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – بدا الفتى كمال درويش دراسة التربية الرياضية في بداية ستينيات القرن الماضي شأنه شأن معظم الرياضيين في مصر العربية ، ولمع نجمة في كرة اليد المصرية والعربية كلاعب ومدرب فيما بعد على مستوى المنتخبات القومية والاندية الرياضية وخاصة القلعة البيضاء الزمالك الذي حقق له ومعه بطولات محلية وافريقية وعربية لعقود طويلة في القرن الماضي وقدم خبراته في تدريب كرةً اليد للعديد من الدول العربية وخاصة السعودية في سبعينيات القرن الماضي،
وعلى الجانب الاخر من التحصيل الاكاديمي فقد تدرج في الدرجات العلمية والاكاديمية من معيد ومدرس في المعهد العالي للتربية الرياضية في الاسكندرية( ابو قير) في ستينيات القرن الماضي وكان لنا الشرف ان تتلمذنا على يديه في تلك الحقبة.
واستقر به المقام بعد استكماله كل الدرجات العلمية من المانيا وغيرها في كلية التربية الرياضية في الهرم بالقاهرة واصبح عميدها لدورات عديدة واشرف ويشرف على المئات من الطلبة العرب والمصريين في الدراسات العليا لبرنامجي الماجستير والدكتوراة حتى يومنا هذا .
و المجال هنا لا يتسع لسرد سيرة اكاديمية تجاورت الستين عاما في الادارة والتدريس والاشراف والنشر العلمي للبحوث والكتب العلمية والمنهجية في الادارة الرياضية وغيرها من العلوم المرتبطة بها ،
ويعتبر كمال درويش من القلائل في المنطقة العربية الذين جمعوا بنجاح واقتدار بين العمل الاكاديمي بكل مستوياته والعمل الاداري الرياضي، فقد تبوا مناصب عديدة في الادارة الرياضية المصرية وابرزها رئاسة نادي الزمالك لدورات عديدة من تسعينات القرن الماضي وبدايات القرن الحالي ،ورئاسة اتحادات ولجان رياضية مصرية ولعقود طويلة يصحب حصرها في مقال قصير ،لان السيرة الذاتية العطرة للاستاذ الدكتور كمال درويش في العمل الاكاديمي والاداري بحاجة الى صفحات وكتب وكلها ناصعة ومشرقة وتستحق الاحترام والتقدير والاعجاب ،
ولكن الذي نود في عجالة ان نلقي الضوء عليه هو الجانب الاجتماعي والانساني لشخصية الدكتور كمال والتي يتمثل فيها تواضع العلماء، فعندما يتواجد في ندوة او مؤتمر علمي او جلسة عادية غير رسمية في الداخل او الخارج يجلس بهدوء وابتسامة الواثق في اول فراغ يجده في القاعة ولا يبحث عن مكان في المقدمة لانه اينما يجلس تلاحقه الانظار والكاميرات والاشخاص ،ومن النادر ان يطلب الحديث اذا لم يكن ضمن المتحدثين الرسميين ، ولكن الجميع ينتظر الحديث منه ويصرون ان يسمعوه ويصغون اليه باهتمام لان في حديثه اضافة وحداثة وايجاز ، ويحترمه الجميع وبدونه مشاركته يشعرون بفراغ في المؤتمرات والندوات ،
وخلال عمله الطويل في العمل الاكاديمي في كليات التربية الرياضية وفي الاتحادات الرياضية ونادي الزمالك حظي باجماع على علو كعبه وقدرته على الجمع والتوفيق بين الاطراف حتى المتناقضة منها، ولا زالت بصماته في المواقع التي شغرها ماثلة للعيان ويذكره الجميع بالخير وبالاحترام والتقدير، وهذه حالات نادره لمن يعمل سنوات طويلة في الادارة الرياضية وخاصة في الاندية التي قد تجلب الخصوم احيانا لعوامل غير موضوعية وشخصية ،
ونحن بدورنا في هذه الخاطرة القصيرة والتي لا تغطي الا الجزء اليسير من الجوانب العديدة المشرقة من شخصية الانسان الذي احبه الجميع في استطلاع واستفتاء عفوي وغير موجه ،واجمعوا على اخلاقه العاليه وعلمه الوفير ،ونود هنا ان ندعو للاستاذ الدكتور كمال درويش ايقونة الاكاديميين العرب بالعمر المديد كله صحة وسعادة باذنه تعالى في طاعة الرحمن وخدمة الشباب والرياضة المصرية والعربية .
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك