الكرة الفلسطينية في بنك أهداف الاحتلال وقرارات حكيمة لحمايتها

صالح الراشد
تعاني كرة القدم الفلسطينية الأمرين لسنوات طوال بضغط الاحتلال وعدوانه المستمر على المدن الفلسطينية والمنشآت الرياضية بشكل ممنهج، والغاية من هذا الأمر تدمير القوة الناعمة التي أصبحت تُرهق القوة التدميرية الصهيونية لمساعدتها في انتاج جيل عالمي جديد نبذ الاحتلال ورفض التعامل مع منتجاته وقدم الدعم لفلسطين في المدرجات، وزاد من حنق الصهاينة المستوى الفني المتصاعد للمنتخب الفلسطيني وزيادة المتعاطفين معه وبالذات بعد مغادرته تصفيات كأس العالم بفضيحة تحكيمية كارثية، جعلت الاتحاد الآسيوي الذي يقف متفرجاً على الاعتداءات الصهيونية على البنية التحتية للكرة الفلسطينية خجلاً من حكامه، ليكون صمته امتداداً لمواقفه السابقة بعدم الاعتراض على مشاركة أندية المستعمرات في البطولات الخارجية رغم وجود قرار بعدم شرعيتها.
وفي ظل هذه الظروف التي يصعب تحملها إستمرت الكرة الفلسطينية في البناء والتطور والنهوض والارتقاء، وانتقل أبناء فلسطين في منتخب الفدائيين لأبرز الأندية العربية في دلالة واضحة على جودة المُنتج الكروي الفلسطيني، ولم يفت في عضد الكرة الفلسطينية الضغط الصهيوني لمنع اجتماعات المكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم خلال العدوان على قطاع غزة، ليتحقق الاجتماع الاول بعد العدوان بعقد أول جلسة رسمية بعد توقف وصل ل”637″ يوماً وهو أطول غياب في تاريخ الاتحادات الرياضية، ويعود السبب لصعوبة جمع ممثلين عن ثلاثة مناطق جغرافية في الاتحاد هي الضفة وغزة والشتات بسبب التعنت الصهيوني.
وخلال هذه الفترة تحمل الفريق جبريل الرجوب رئيس الاتحاد مهمة اتخاذ القرار وتسيير عمل الاتحاد منفرداً، حيث انتقل الاتحاد لمرحلة الطوارئ بعد أن زاد الاحتلال من استهدافه المباشر لكوادر الرياضة الفلسطينية، لتفقد الأسرة الرياضية مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين، إضافة لتدمير البنية التحتية بشكل كامل في غزة واستهدافها في الضفة، ليبرز أنها كانت وما زالت عنصر أساسي وهام في بنك أهداف الاحتلال، مما تسبب في فرض واقع كارثي مؤلم على الرياضة الفلسطينية بشكل عام وكرة القدم على وجه التخصيص، لتتوقف النشاطات الداخلية بالكامل ولم تتحرك الكرة إلا بين أقدام لاعبي المنتخبات الفلسطينية في مشاركاتها خارج وطنها العزيز على قلب العرب والمسلمين وأحرار العالم.
وفي هذه الظروف الصعبة اتخذ المكتب التنفيذي قراراً حكيماً للإبقاء على استمرارية الكرة الفلسطينية في البطولات الخارجية كصورة وطنية تحمل هوية شعب ولتحميل الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة لعدم إقامة بطولة الموسم الماضي، ووضع الاتحاد الدولي لكرة القدم أمام واجباته بحماية الرياضة والرياضيين،ليقرر شطب موسم 2023 / 2024 واعتماد موسم 2022 / 2023 كأساس رسمي في السجلات والمشاركات في البطولات الخارجية للأندية، لا سيما في ظل صعوبة ضمان الحد الأدنى من المشاركات في البطولات الداخلية وعدم وجود منشآت قادرة على استيعاب الفعاليات، وصعوبة توفير الإمكانيات المالية والإدارية، وهي الصعوبات التي يأمل المكتب التنفيذي تجاوزها .
آخر الكلام:
الرياضة الفلسطينية وكرة القدم على وجه التحديد أصبحت وسيلة نضالية و منبراً لإيصال صوت الشعب الفلسطيني وإظهار جرائم الاحتلال أمام العالم، لذا يجب تعزيز حياديتها عن الانقسامات السياسية والجغرافية، لتبقى الرياضة منارة للجميع وقضية وطنية للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.