صالح الراشد
ستادكم نيوز ـ يتكاثرون ويتسابقون للحصول على أكبر عدد من المتابعين حتى لو كان ذلك على حساب مصالح الوطن والأفراد، فهؤلاء نمو وكبروا بشكل غير طبيعي مستغلين صمت العقلاء المدركين لفضيلة الصمت في بعض المراحل الهامة في حياة البشرية، سواء أكان الصمت في عالم الرياضة أو السياسة، فالصمت في العديد من الحالات ليس جهلاً بل طريق سليم لمشاهدة الصورة الكبيرة، ولمنح الآخرين حرية التصرف وتطبيق خططهم لتحقيق الأهداف المطلوبة، وفي حالتنا فإن الهدف الرئيسي هو التأهل المباشر لنهائيات كاس العالم بكرة القدم من مرحلة المجموعات، دون الذهاب لجولات قادمة قد تكون أصعب بكثير لا سيما أن المطلوب فوز للنشامى على الشقيق العُماني وتعادل مع الشقيق العراقي في أصعب التوقعات، إذ قد يكون الفور في مسقط على منتخب عُمان كافياً للذهاب للولايات المتحدة وكندا والمكسيك التي تستضيف المونديال الكبير.
فالنشامى ولغاية الآن لا زالوا يعيشون الحُلم ويأخذون الشعب الأردني في رحلة إبداعية، ويبتهل عشاق النشامى أن يتحول الحُلم إلى حقيقة وهذا أمر ليس بالبعيد كون الظروف مواتية، فنجوم الأردن يبدعون في شتى المجالات والبطولات فيما توج غالبية فرسان المنتخب من اللاعبين المحليين إما بلقب الدوري أو الكأس، وهذه نتائج تزيد من ثقة اللاعبين وتمنحهم الرغبة في البحث عن المزيد، وفي حالة مجتمعية فريدة يقف الجميع وراء المنتخب بحثاً عن العالمية التي ستضع الكرة الأردنية على خارطة البطولات الكُبرى ودخول التاريخ من الباب الواسع، وهذا الحلم لا يجب أن يكون تمنى فقط بل على الجميع العمل لدعم اللاعبين للوصول للهدف الكبير، وهذا ما يفعله المختصون في مجال كرة القدم من صحفيين ومدربين.
المؤلم في قضية المنتخب ظهور أعداد بسيطة من مدعي المعرفة الذين لا يدركون ان اختيار لاعبي المنتحب حق أصيل وحصري بالمدير الفني للمنتخب، وأنه ليس بالتصويت على طريقة بعض البرامج التلفزيونية، وان المدير الفني يختار اللاعبين لتطبيق خطته وليس خطط الآخرين، كما يطلب من اللاعبين عدة واجبات في اللقاء الواحد وقد يستفيد منهم في أكثر من موقع، وبالتالي فإن المدير الفني ينظر بطريقة شمولية لقدرات اللاعبين وتناسبها مع تحقيق الهدف المطلوب، فيما أصحاب الفكرالضيق الذين لا يملكون خبرات ولم يمارسوا اللعبة كلاعبين أو مدربين وخبرتهم فقط تتركز على حضورهم المباريات يطالبون بضم لاعب أو استبعاد آخر، غير مدركين أنهم قد يصنعون تاثير سلبي على لاعب المنتخب في وقت لا نحتاج فيه للسلبية.
ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي من تنمر يفوق العقل قد يتسبب في سلب الآخرين لحلمنا، لذا أتمنى على المدير الفني وفريق عمله عزل لاعبو المنتخب عن وسائل التواصل، التي تحولت في بعض المواقع لوسائل لوأد الأحلام الكبير بسبب أصحاب العقول الصغيرة، وتفرغ اللاعبون للتدريبات والخطط حتى يتزايد تركيزهم على اللقاءين القادمين الذين يشكلان بوابة التاريخ للكرة الأردنية وللاعبين أنفسهم، فيما على أبطال العالم الافتراضي الوهمي التعلم من الخبراء بضرورة الصمت في لحظات ما قبل المواجهة، وأن الحديث له وقت معتمدين بذلك على مقولة الإمام علي بن ابي طالب حين قال: “ليس كل ما يُعرف يقال، وليس كل ما يُقال حضر أهله، وليس كل ما حضر أهله حان وقته، وليس كل ما حان وقته صح قوله”.
آخر الكلام:
قال الفيلسوف الأيطالي أمبيرتو إيكو عن وسائل التواصل الاجتماعي: ” ان أدوات مثل الفيسبوك وتويتير تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً، أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل: إنه غزو البلهاء”.