أ.د. فايز أبوعريضة
ستادكم نيوز – بعيدا عن التحليل الفني لمستويات الفرق وطرق وخطط اللعب والتي اشبعت نقاشا وحوارات مطولة على المنصات الرقمية والفضائيات والصحف وغيرها ،
ولكن هناك جوانب اخرى قد تكون بحاجة الى وقفة للحديث فيها وابرزها ان كرة القدم فيها مساحة واسعة تتجاوز الملعب للتفاعل الاجتماعي والانساني والثقافي ،وخاصة عندما قدمت قطر نفسها كدولة عربية قد تكون صغيرة في المساحة والسكان ولكنها تجاوزت ذلك بالتمدد ومرحبا بها دون طائرات وصواريخ على مساحة الكرة الارضية، وستبقى كذلك في الذاكرة العالمية كلما اقيمت بطولة رياضية دولية واقليمية وعربية في كل الالعاب وفي كل القارات يستعديها الاعلام العالمي للمقارنة في كل التفاصيل كالاستعداد والتاهيل والتنظيم وكل ملفات الادارة ،
وكان الرد العملي الميداني الصامت من قطر على كل حملات التشكيك والتشهير منذ اليوم الاول لاعلان الفوز بالملف المونديالي عام 2010 هو الذي اسكت اطراف عديدة بعد ان راهنت على السقوط والفشل ، وفي النهاية منها من اشاد بالانجاز واخفى دموع خيبته ، ومنها من صمت مقهورا ومهزوما ،
وياتي الإجماع العربي الشعبي في المونديال في التشجيع الذي قد لا يجد المساحة والحرية الكافية للتعبير عن ذاته بصوت عالي فوجد في كرة القدم وسيلة وحاضنة واسعة ودافئة لكل الاصوات والآهات التي تختزنها الصدور وعنوانها القمع والقهر والفقر والجوع وغياب العدالة ،
وجاءت فلسطين في صدارة المشهد وذلك بحمل اعلامها من الجماهير العربية والتعبير من مأساتها من على كل المنابر وفي المدرجات ورفض التطبيع الشعبي من الجميع وتجاوز ذلك حدود الوطن العربي ليصل الى كل العالم المتابع للمونديال في الكرة الارضية ،واسماع من بهم صمم في الكيان الصهيونى ومؤيديه والفئة الصغيرة الضالة عربيا وعالميا ‘
وفي نهاية المطاف ان الذي جرى في قطر قبل وخلال المونديال يحتاج الى مزيد من الدراسات والبحوث من المهتمين والمختصين في المجالات الرياضية لتوفر البيانات والمعلومات بسهولة للتحليل والمقارنة والاستنتاج ويتعدى ذلك الى القيام ببحوث ودراسات في المجالات السياسية والاقتصادية وعلم الاجتماع والسياحة والاعلام وغيرها.
*العميد الاسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك