د. فايز أبو عريضة
في الوقت الذي يناقش الجميع من مؤسسات ومختصين في علم الاجتماع والسياسة والرياضة في موضوع مباريات كرة القدم وتداعياتها السلبية على اركان اللعبة وخاصة جمهور المتابعين والمشجعين والشارع يشكل عام.
انشغل الاعلام الرياضي بكافة اشكاله في التحليل الساذج حول قضايا فنية وكروية تتعلق بالنتائج المتوقعة والفوز والخسارة،
علما بان دور الاعلام الرياضي ابعد واكبر من ذلك في الشكل والمحتوى ،وتخلى عن هذا الدور وترك الفراغ للموتورين والجهلة لتفريغ عقدهم وتفاهاتهم على المنصات الاجتماعية الرقمية في غياب اعلام جاد وملتزم ومحايد ولم نسمع له صوتا الا على استحياء وكانه طرف في الصراع ، ،،
وانشغل الاعلام الرياضي وخاصة المحطات الفضائية بمن سيفوز او سيخسر والتوقع للقادم من المباريات واحيانا تسمع مقترحات وتحليلات ساذجة ،علما بان مثل هذه الامور ليست بحاجة الى محللين وخبراء وفلاسفة ،
بل نحن بحاجة الى من يستطيع ملئ الفراغ في رؤوس المتابعين والمهتمين بالموعظة والارشاد وتعميق مفهوم الثقافة الرياضية خارج اطار الحلول الامنية مع اهميتها احيانا مع المارقين على القانون والنظام ،
والعمل على ترسيخ ثقافة التعامل مع كرة القدم على انها وسيلة لقضاء وقت الفراغ والاستمتاع بالمشاهدة وكانهم يشاهدون مسرحية او فيلم سينمائي وينتهي الامر باستدلال الستارة في المسرح او دار السينما ،والخروج من الملعب بعد الصافرة الاخيرة لحكم المباراة والعودة الامنة الى بيوتهم كما يحدث في دول العالم ،
والمشكلة ان جمهورنا يتابع يوميا الدوريات الاوروبية ،وينقسمون بين رويال مدريد وبرشلونة استكملا للمناكفة التي لاعلاقة لها بالمباراة في اوروبا ،(وانما للقلوب المليانة وليس على الرمانة)
وقد يشتبكون في الشوارع بعد انتهاء كلاسيكو الارض كما يطلق عليه في الاعلام علما بان اهل الكلاسيكو في مدريد يذهبون الى محطات المترو بعد نهاية المبارة بمنتهى الهدوء ولا تسمع لهم صوتا خارج الملعب ،
اذن نحن بحاجة الى دراسة ابعد واعمق من بث مباراة والتعليق عليها، بل الى صياغة الخطاب الاعلامي الرياضي الذي فشل في المساهمة بالحد الادنى من القيام بدوره رغم انه لوحده لن يعالج الخلل، لكنه مسئول قبل غيره عن الفشل.
*العميد الاسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك