كتب : محمد جميل عبد القادر
ستادكم نيوز -بطولة كأس العرب لكرة القدم من أهم البطولات التي يعتز بها كل عربي لأنها تهدف بالأساس إلى جمع شمل الشباب الرياضي العربي في بطولة كروية عربية خاصة بهم لتحقيق أهداف عدة رياضية وغير رياضية توفر أجواء المحبة والتقارب والتضامن العربي ونرفع من مستوى اللعبة لكل ألوانها وفق أساليب عصرية بعد أن أصبحت كرة القدم من أهم مظاهر الحياة الإنسانية.
لقد انطلقت أول بطولة لكأس العرب عام 1963 في بيروت بمشاركة المنتخبات الوطنية لتونس – لبنان – الأردن – سوريا – الكويت ، وفاز المنتخب التونسي في البطولة .
بعد ذلك أقيمت ثلاث بطولات أخرى أعوام 1985 – 1966 – 1964 وكان عدد المنتخبات المشاركة في هذه البطولات لا يتناسب مع أهمية البطولة وأهدافها خاصة وأن عدد الدول العربية المنضمة للاتحاد العربي لكرة القدم المنظم للبطولات كان أكثر بكثير .
لقد أقيمت البطولة لكنها لم تحقق الاستمرار والاستقرار نجحت في بعض الأحيان وتعثرت أحيانا أخرى نتيجة عدم الالتزام من بعض المنتخبات العربية التي شاركت بمنتخبات الشباب أو المنتخبات الأولمبية وبدون النجوم المرموقين واهتمام بعض المسؤولين الالتزام الكامل بالبطولات القارية أو الدولية أكثر بكثير من البطولات العربية خاصة بطولات المنتخبات … هذه الأمور تسببت في تعثر البطولة مع أنها أقوى وسيلة للتقارب العربي وأيضا إزالة الحساسية في اللقاءات العربية العربية .
بالنسبة لي شخصيا فقد عايشت البطولة سنوات طويلة عندما كنت أمينا عاما للاتحاد الأردني لكرة القدم ونائبا لرئيس اللجنة الاعلامية في الاتحاد العربي لكرة القدم وتم اختياري من الاتحاد العربي لأكون مديرا عاما لبطولة كأس العرب لكرة القدم التي أقيمت في المملكة عام 1988 حيث استقطبت هذه البطولة عشرة من أقوى المنتخبات العربية بخيرة نجومها وكان أهم حدث في البطولة رعاية جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله لها وحضوره أربعة مباريات من إحداها شرف ستاد عمان الدولي مباشرة من المطار لحضور إحدى المباريات وأيضا تشرفت معظم المنتخبات العربية بلقاء جلالته كما حضر البطولة المرحوم الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم وصاحب الفضل الأول لنجاح وتقدم الكرة العربية .
كما حضر البطولة المرحوم الشيخ فهد الأحمد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي وشخصيات مرموقة كثيرة وجماهير غفيرة من الدول المشاركة .
لقد كانت بطولة كأس العرب وما زالت فرصة ذهبية لتثبيت بطولة كروية عربية قوية مدعومة على مستوى المنتخبات الوطنية تخلق اجواءا رياضية عربية تضامنية واخوية تخفف من أي حساسيات في اللقاءات الرياضية العربية العربية وتقوي موقف الكرة العربية لتكون أيضا في خدمة أي توجه عربي وحدوي ينير الطريق للشباب العربي .
لدى المسؤولين عن الكرة العربية وبالذات الاتحاد العربي الحالي النشيط لكرة القدم فرصة ممتازة جعلت الاتحاد الدولي لكرة القدم Fifa يتبنى دعم إحياء وإقامة بطولة كأس العرب أو كأس الفيفا للعرب في قطر هذا العام .
إنها فعلا فرصة تاريخية علينا استغلالها لإنجاح هذه البطولة وتثبيت أركانها واجندتها بحيث تقام دوريا مرة كل 4 سنوات توفر النجاح والالق لهذه البطولة العربية التي نثق بأن قطر بما تملكه من مخزون الخبرات والإمكانات أن تحقق نجاحا كبيرا خاصة إذا تعاونت معها بقية الاتحادات الكروية العربية والمنتخبات الوطنية العربية والمشاركة في البطولة .
انا متفائل هذه المرة بأن البطولة التي يتصدر العراق الشقيق المنتخبات الوطنية العربية في عدد مرات الفوز بها ستكون في أحسن أحوالها في قادم الأيام وأنها ستسهم في خدمة الكرة العربية التي تحتاج إلى مثل هذه البطولات الكروية.
*صورة :الراحل جلالة الملك الحسين يسلك كأس العرب 88 لكابتن المنتخب العراقي عدنان درجال وزير الشباب الحالي.