صالح الراشد يكتب…مسيرة “الفدائي” توقفت والحلم لن ينتهي

صالح الراشد
ستادكم نيوز – وسط أحزان كبيرة غادر منتخب فلسطين تصفيات كأس العالم، غادر البطولة مرفوع الهامة شامخ في تحديه مقاتل حتى اللحظات الأخيرة، غادر وسط دموع جرت في شتى المناطق كون الحُلم كان كبير ويحمل تحدي عظيم للعديد من الدول التي تحاول إخفاء شمس فلسطين، وترفض الاعتراف بها كدولة مستقلة ذات تاريخ مجيد وحاضر لا يغيب ومستقبل سيبتسم لشعبها في نهاية الطريق، فالفدائي وهو اللقب المحبب لمنتخب فلسطين قدم مباريات كبيرة وحمل آمال وأحلام أكبر ليرفع علم فلسطين في المونديال العالمي في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وأراد الفدائي أن يثبت للعالم ولواشنطن بالذات ورئيسها ترامب على وجه التحديد أن دولة فلسطين موجودة ويجب الاعتراف بها، لذا كان الحزن كبير بعدم مواصلة المنافسة للوصول للنهائيات كون الولايات المتحدة ستكون مجبرة بقوة الفيفا على التعامل مع فلسطين كدولة وهو ما يرفضه سياسيوها، وأعلنوا مرات عديدة بأنهم لا يعترفون بفلسطين، وكذلك كندا التي لا زالت تراوح مكانها بمواقفها ولا تعترف بفلسطين كدولة ذات سيادة كاملة لغاية الان رغم أنها اتجهت لاتخاذ قرار بهذا الأمر، وعلى العكس تماماً اعترفت المكسيك بدولة فلسطين.
ان كرة القدم قوة ناعمة مؤثرة في حياة البشر وقد تساهم في خلق مناخات جديدة للعمل السياسي وتفتح أبواب الحوار، وتعيدنا إلى سياسة “البنغ بونغ” التي كسرت جليد العلاقات الأمريكية الصينية في ثمانينات القرن الماضي، لذا كان الحلم بوصول فلسطين للنهائيات حتى تتقبل واشنطن التغيير في العلاقات مع الدولة الفلسطينية، لا سيما في ظل الزخم الجماهيري الفلسطيني الكبير والضخم المتوقع في الولايات المتحدة، وبقوة الجماهير كانت ستحصل القضية الفلسطينية على دفعة قوية صوب المزيد من التغيرات في علاقاتها مع الدول الغربية المتشبثة بالموقف الأمريكي، لذا كان الحزن كبير بين رجال السياسة والاقتصاد والشعب كون أي تقدم في القضية الفلسطينية سيخدم الجميع، ليتأجل الحلم ولكنه لن يغيب ولن يختفي.
آخر الكلام:
توقف قطار المنافسة في البطولة الحالية لكن لم ولن يتوقف الحلم الفلسطيني عن إثبات حقه، وأنها دولة يجب على العالم الاعتراف بها وبحق شعبها بتقرير مصيره على أرضه .