نجوم الرياضة يُخفون شمس العلماء.. فمن يعقل..؟!!

صالح الراشد

أشغل سيجارته وشرع في احتساء قهوته، فالدنيا تغلق أبوابها في وجهه ليجلس في المقهى يحدث نفسه ويسألها: “لماذا انقلبت الموازين، وماذا أفعل ؟، فأنا أحمل شهادة الدكتوراة ولا أجد عملاً وحين وجدت وظيفة كان الراتب خمسائة دينار”، وفي لحظة تحول هدوء المقهى لصخب فظنن أن الشرطة تقتحم المكان، وكم كانت المفاجأة حين أخبروه ان لاعب كرة قدم قد وصل لتدخين الارجيلة، وهذا اللاعب كريم مع موظفي المقهى كون راتبه السنوي يتجاوز الخمسين ألف دينار، ابتسم وقل لنفسه هذه هي الدنيا.!!

وأكمل حديثه مع نفسه:” في عالمنا تغيرت المفاهيم والقيم، وأصبح لاعبو الرياضية يضاهون الأطباء والمهندسين والمدرسين والعلماء، وقد يفوقونهم مكانة في مجتمعات تخلت على الكثير من القيم، وكأنني أشاهد مجلس الخليفة المنصور حين دخل عليه رجل، وقال له: سأريك عجبا، فإن راقك ما سوف تراه فكافئني عليه، فقال له المنصور: لك ذلك، ثم أخرج الرجل إبرة ورمى بها على الجدار، فنَشِبَتْ فيه، ثم رمى إبرة أخرى فأدخل أولَّها في ثقب الإبرة الأولى، ثم رمى إبرة ثالثة وأدخلها في ثقب الإبرة الثانية، وهكذا حتى استوفى خمسين إبرة لم يخطئ في واحدة، فاندهش المنصور من دقة الرامي ومهارته، ثم أمر له بمئة دينار، وبمئة جلدة، فارتاع الرجل، وتساءل عن سبب الجمع بين الثواب والعقاب، فقال المنصور: المئة دينار لبراعتك، والمئة جلدة لإضاعتك الوقت فيما لا ينفع”.

وتفحص المكان الصاخب، وأكمل حديثه الذاتي، هذا ما يجري في عصر الوقت الضائع الذي يفوق ما يحتسبه الحكام في المباريات، فالجماهير تهدر الوقت في متابعة ما لا يفيدهم من ألعاب رياضية الغاية من متابعتها قتل الوقت بأمور لا تعود بالفائدة إلا على الذين يُديرون الألعاب ومن يراهنون على نتائج المباريات ، وقد يكسبون أو يخسرون عدا ذلك فإن البقية يستهلكون الوقت في أشياء لا قيمة لها، ويروج لها الإعلام على أنها بطولات خارقة وتطلق على ممارسيها لقب النجوم، وقد يكونون كذلك لانهم لا يعودون بفائدة على سكان الأرض إلا في النذر اليسير على عكس شمس العلماء وأقمار الفكر والأطباء والمهندسين والمعلمين الذين يحفظون الأجيال.

وتبسم بسمة غاضبه وتهتد وأكمل حديثه مع ذاته حيث يجرؤ ان يصدح برأيه، “لم تكتفي جيوش اللاعبين بسرقة الوقت بل تسابقوا لنهب الفكر والثقافة، حين أصبح لكل منهم له حركة خاصة يعبر فيها عن قوته على طريقة جون سينا وأندرتيكر، وكرستيان رونالدو ومولر، لكن أغرب الحركات التي يقوم بها اللاعبون تأتي من القارتين الأفقر في العالم أمريكا الجنوبية وأفريقيا، حيث لكل منهم حركة خاصة قد تنتقص من قيمة الإنسان، فالبعض يقلد الكلب أو القط فيما البعض يشعرك أنه مصاب بخبل في العقل لتظهر تصرفاته كحمقى يبحثون عن كسب الشعبية فقط، وكأنهم سياسيون يبحثون عن البقاء في الصورة بعد وفاتهم بفضل كلمات بلا قيمة، فيما اللاعبون يتمنون أن تستمر حركاتهم بعد الإعتزال لتظل ذكراهم حاضرة.

وتنتقل هذه الاشارات بين دول العالم كوباء كورونا وجميعها مميتة، فالاشارات تقتل الأخلاق وروح المنافسة النقية القائمة على الاحترام المتبادل، وكورونا تقتل الاقتصادات والبشر، ونشاهد هذه الحركات في الألعاب الشعبية وبالذات كرة القدم، لكنها لا تتواجد في الألعاب الأكثر رقياً ككرة الطائرة والمضرب والريشة وألعاب القوى والجولف بسبب تعدد النقاط في بعضها، وسرعة المنافسات في بعضها الآخر، لتبقى كرة القدم اللعبة الأكثر استنزافاً لوقت البشر فيما فوائدها محدودة وتعود على فئات معينة وصل أصحابها حد الثراء المجنون، وهؤلاء لا يخسرون كونهم يتاجرون بوقت غيرهم ويكسبون المال.

آخر الكلام:
ويبقى السؤال الأهم، هل تملك شعوب العالم الوقت الطويل لمتابعة المنافسات الرياضية، أم أن دول هؤلاء بحاجة أكثر للوقت الضائع والأموال التي تنفق لمشاهدة لاعبين يجرون خلف كرة، اعتقد ان هذا يرتبط بقدرة الشعوب على الرفاهية وبالتالي فإن الأموال التي تحتاجها العائلات يجب أن لا يتم انفاقها لزيادة المتعة واهدار الوقت.

مقالات ذات الصلة

اترك رد

شريط الأخبار
تشلسي يقزم آمال توتنهام بالتأهل في دوري أبطال أوروبا القريني يطالب إدارة الوحدات بتجديد عقد "شرارة" والتركيز في اختيار نوعية اللاعبين في بادرة هي الأولى ....تهديد رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالحبس الوحدات يعبر السلط بثلاثية بدوري المحترفين الفيصلي يدك مرمى الجليل برباعية بروسيا دورتموند يتغلب على ضيفه سان جيرمان في ذهاب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا سحاب يتقدم خطوة مهمة على حساب مغير السرحان مديرية الجامعة توسع الفارق في ميداليات دورة الاستقلال الرياضية المدرسية في مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو....أبطال الأردن: جاهزون لبطولة المقاتلين المحترفين في الشرق الأوسط ريال مدريد يخطف نقطة من بايرن ميونخ في ذهاب الدور قبل النهائي من دوري أبطال أوروبا حفيد كلاي يؤدي مناسك العمرة.. نائب الرئيس التنفيذي لرابطة المقاتلين المحترفين ماك يعتنق الإسلام ويؤد... تسمية حكام الجولة 18 من دوري المحترفين الجولة 18 من دوري المحترفين تنطلق غدا مديرية الجامعة تواصل صدارتها لمسابقات دورة الاستقلال الرياضية المدرسية 47 لاعبا ولاعبة يمثلون المنتخب الوطني للمصارعة في البطولة العربية برشلونة يستعيد عافيته عن طريق فالنسيا لاعبو الفيصلي يطلبون من إدارة أن تتحد ومنحهم مستحقاتهم المالية ؟! نيوم وألماتي على أجندة الجولة العالمية لكرة السلة فيبا 3×3 مديرية الجامعة تقفز لصدارة الدورة الرياضية المدرسية " الاستقلال" الشناينة ينفى تصريحات الأسمر والوحدات مطالب بالتوضيح