أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – في ستينات القرن الماضي بعد ان تخرجنا من كليات التربية الرياضية في جمهورية مصر العربية، وكان اعداد الخريجين لاتتجاوز الثلاثين لعقد كامل وبعضهم سافر العمل خارج الاردن والتحقنا كاول دفعة في الميدان للتدريس في المدراس وعمل من سبقونا بدفعة او يزيد في معاهد المعلمين والاشراف التربوي لندرة الخريجين
وكان لنا زملاء واصدقاء من خريجي التربية الرياضية في تلك الفترة ومنهم رحمة الله عليهم منذر الهنيدي وعبد المعطي نجم الذي انتقل فيما بعد للعمل في مدارس وكالة الاونروا والمرحوم باذنه تعالى فهد العبادي قد تم تعينهم في بدايات تاسيس مؤسسة رعاية الشباب عام 1966 التي ورثت اللجنة الاولمبية الاردنية وقاموا بدور رئيسي في الادارة الفنية والادارية للاتحادات والاندية الرياضية والشؤون الشبابية لعقود طويلة
واصبحت مؤسسة رعاية الشباب هي صاحبة الولاية على الرياضة الاردنية وكان اول مدير عام لها سمو الامير رعد ابن زيد امد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية وبصحبته رجل تلك المرحلة الشريف فواز شرف الذي اسهم في كل الانجازات على مدى عقد من الزمن ،الى ان تحولت الى وزارة الشباب في منتصف السبعينات وكان الشريف فواز شرف اول وزير الشباب في الحكومات الاردنية وارسى قواعد العمل الشبابي والرياضي في الوزارة في انظمتها الخاصة ،
وكنا نتردد على المؤسسة التي كانت بالقرب من الدوار الثالث بجبل عمان ونشهد الامير رعد احيانا او نلتقيه مصادفة وكان دائما ولا زال بشوشا ويتوقف للحديث مع الجميع باريحية وابتسامته التي لم تفارقه ،
ومن الذكريات التي لا زلنا نتذكرها حيث كان سموه يتابع لاعبي الماراثون والمسافات الطويلة في الطريق التي كان يسلكها بسيارته ببساطة الاب والصديق ويقدم لهم الماء والعصير ويحثهم ويشجعهم وخاصة الذين كانوا يتدربون في مناطق المدينة الرياضية ومنهم عقلة المصري وعادل ذيب وابراهيم الحواجرة وهاشم الكيلاني الاستاذ الدكتور في التربية الرياضية والمدرب الوطني لالعاب القوى فيما بعد ،واصبحوا من ابطال الاردن والعرب وغيرهم من الذين لا تسعفنا الذاكرة لحصرهم،
وشهدت ذلك بنفسي لانني انذاك عملت مع مجموعة طيبة في مجلس ادارة الاتحاد الاردني لالعاب القوى كامين سر للاتحاد،
وفي عهده تشكلت معظم الاتحادات الرياضية وشكلت اول لجنة خطة عصرية وعلمية لمتابعة عمل الاتحادات والاشراف عليها من الذوات مصطفى الحسن ومحمد جميل موسى ابو الطيب وتيسير عرفه ومنذر الهنيدي رحمة الله على من انتقلوا الى رحمته تعالى وامد في عمر من هم على قيد الحياة ،
وفي عهده افتتحت مراكز رعاية الشباب في كل معظم مناطق المملكة وكانت حاضنة تربوية ورياضية وثقافية للشباب وقدمت الكثير لمنتسبيها وكان يحرص على زيارتها في مواقعها ويلتقي الشباب فيها بعفوية وروح الاب وكان يشارك في التجمعات الكشفية التي تم افتتاحها في عهده في عجلون والكرامة والعقبة وغيرها ويجلس ساعات طويلة مع القادة والمشاركين ويشاركهم في النشاط اليومي العادي دون برتوكولات خاصة ونال محبة واحترام الجميع
واسس الاتحاد الاردني لرياضة المعوقين والذي تطور برعايته ودعمه الى اللجنة الباراولمبية لرياضة المعاقين وكان وراء تاسيس المجلس الاعلى للمعاقين كجهاز حكومي يرعى شؤون المعاقين ، ولا زال يتابعهم ويرعى انشطتهم واصبحت قصة المعوقين وهمومهم شغله الشاغل وعمل على استصدار القوانين والانظمة التي تحمي حقوقهم في التعليم والعمل والرعاية والاجتماعية وساهم في تاسيس منظمات اقليمية ودولية لرعاية المعوقين
وتعتبر الاردن من اوائل الدول العربية التي نظمت وعدلت في منظومتها الاجتماعية والقانونية باستصدار او تعديل قوانين وتشريعات خاصة باصحاب الاعاقة، ونحن هنا احببنا ان نلقي الضوء على رجالات الوطن الذين قدموا وخدموا الحركة الشبابيةوالرياضية في بدايات التأسيس ولا زالوا يقدمون المشورة ويتابعون ويشجعون بهمة ونشاط كل الانجازات التراكمية للاجيال المتعاقبة في مجال الرياضة والشباب
وامنياتنا لسمو الامير رعد ابن زيد العمر المديد كله صحة وسعادة باذنه تعالى.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك