أبو عريضة يكتب…هل من حلول واقعية لقصة الشغب في الملاعب ؟

د. فايز أبو عريضة

ستادكم نيوز – تكمن المشكلة في هذا الملف القديم الجديد والذي يثار ويتم التركيز عليه اعلاميا عندما نتعرض لموقف مؤسف كوفاة الطفل بالامس القريب رحمة الله عليه ، او الاحتكاكات الخشنة المباشرة في الشارع والملعب قبيل وبعد المباريات، في اننا وبعد ساعات نهمل ونتجاهل كل ما حصل من دمار مادي ونفسي على الجميع بذاكرة سمكية لا تحتفظ بالحدث لايام ، وما يسببه ما يكتب على المنصات الرقمية من سموم تحرض على العنف وتهدد السلم المجتمعي ،ونرحل الازمة بالهروب للامام،
ومن خلال مراجعة الدراسات والبحوث العلمية والاكاديمية والتي نشرت في مجلات علمية ومؤتمرات اكاديمية ومن خلال استطلاعات اراء الخبراء من الاكاديميين والاداريين في الداخل والخارج نستطيع ان نلخص اهم التوصيات التي يمكن طرحها في مؤتمر عام وتشارك فيها جميع الاطراف الرسمية والاهلية (التربية والتعليم والتعليم العالي والجامعات ووزراة الشباب والاندية الرياضية واللجنة الاولمبية الوطنية والاتحادات الرياضية وغيرها من الوزارات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني )اليوم وليس غدا وقد تاخرنا كثيرا في ذلك ،
1-اعادة صياغة التشريعات والقوانين التي تنظم عمل الاندية والاتحادات الرياضية وتحديثها بما يتناسب مع التطورات التي طرات على الادارة الرياضية وهذه ليست صعبة ولا تحتاج سوى ارادة وقرار من صاحب القرار فقط دون تاخير او تاجيل ،
2-ان تقوم وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي من خلال مجالسها (بالزام) المدراس والجامعات بادراج البرامج والخطط الانية والمستقبلية التي تعمل على نبذ التعصب والعنف والشغب واضعف الايمان داخل اسوارها من خلال المحاضرات والندوات بدءا من الطابور الصباحي في المدرسة ، وانتهاء بتخصيص اعضاء هيئة التدريس في الجامعات دقائق من المحاضرات بالتطرق بصراحة الى مشكلة العنف بكافة اشكاله، وخاصة داخل الجامعة في الانتخابات الطلابية والنشاطات الفنية والرياضية والثقافية والاجتماعية،،وعلى الادارات المدرسية والجامعية مراقبة ما يدور في مؤسساتنا التعليمية والتربوية من سلوك وجنوح بعض العاملين فيها قبل الطلبة في اثارة النعرات والفتن ،وان السلبية احيانا في عدم استنكار وشجب ما يحصل من شغب او السكوت عنه ، واللجوء لانصاف الحلول ،والذي يعتبر تحريضا غير مباشر لانها مسؤلية ادبية واخلاقية ومنهية على الجميع ،
3-على الحكومات ووزارة الشباب والبلديات وامانة عمان اعادة تأهيل المنشآت الرياضية بما يتناسب مع المتطلبات والشروط لاقامة المباريات مع ضمان عوامل الامن والسلامة في الدخول والجلوس والخروج بامان وكذلك استحداث ملاعب جديدة خارج المدن تستوعب الزيادة في اعداد الجماهير وكذلك الطلب المتزايد لاقامة المباريات الدولية والبطولات الاقليمية في الاردن ،
ولبعض المنتخبات العربية التي تعتبر الملاعب في الاردن ملعبا بيتيا لها لظروف استثنائية تمر بها
4-على الاتحادات الرياضية العمل
والتعامل بعدالة مع الاندية المنتسبة اليها لان الاحساس بالظلم احيانا قد يكون سببا من الاسباب الرئيسية للعنف في كل المجالات الحياتية والاجتماعية ،
5-على الاندية الحرص والامانة على اختيار ادارة وقيادة جمهور المشجعين من الاشخاص المشهود لهم بالاخلاق العالية ومراقبة ذلك في الشارع والمدرجات والجلوس معهم دون الخوف من ذلك ومن الانتقادات التي تجرح احيانا لانهم تصدوا للادارة بطيب خاطر ومتطوعين وان لا تقودهم الجماهير والمنصات الرقمية وتؤثر في قراراتهم بالضغط عليهم ، وان لا يكونوا ممن يحرضون الجمهور على العنف كسلوك البعض في المنصات الرسمية في الملاعب والتي قد تكون هي بداية للشغب والعنف والتاكيد على الاجهزة الفنية والادارية على الالتزام بالانظمة والقوانين والتعليمات وعدم استجداء الجمهور للتحريض واثارته بحركات البعض الاستعراضية الشعبوية الرخيصة ،
6-على الاجهزة الامنية رصد المشاغبين ومثيري وممارسي العنف والشغب في الملاعب وخارجها ومنعهم من الدخول للملاعب وعدم التساهل معهم ،
7-على الجهات المختصة مراقبة المواقع الالكترونية والمنصات الرقمية وتحويل من يعبث بالسلم المجتمعي الى المحاكم المختصة حسب الاصول ولا تاخذهم فيهم لومة لائم،
8-على المؤسسات الاعلامية وخاصة المحطات الفضائية والصحف اليومية الالتزام بالحياد الذي يفتقده البعض ،والجرأة في الطرح والاشارة الى مواطن الخلل ،وان تخصص مساحة اكبر لتوعية وتثقيف الناس عن اهمية ودور الرياضة بكافة مظاهرها باعتبارها من الموشرات الحضارية للمجتمعات المتقدمة وليست ترفا ،وانما هي اداة ومنهاجا لتاهيل الشباب من مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والانسانية والبدنية ،
وفي النهاية هذه حلول كلها ممكنة وليست صعبة في ادراجها في خطط اصحاب القرار كل في موقعة اذا خلصت النوايا، ولا تحتاج لتنفيذها سوى لفترات تتراوح بين الايام الى اشهر قليلة ،فيما عدا اقامة المنشآت الرياضية والتي قد تحتاج الى سنوات ولكن لا باس من الاعداد لها بتخصيص الموازنات اللازمة لذلك في السنوات القادمة ،
وقد يرى البعض ان هذا كلام مكرر وكفانا تنظيرا ،وسمعناه سابقا من غيرك منذ سنوات ، ومع هذا من الذي يمنع ان نعيده ونكرره مرات ومرات لعل وعسى ان يصل الى من بهم صمم من اصحاب القرار، وحتى تلتقي كل الاطراف للحوار، وللبدء مباشرة في الاجراءات التي ينتظرها الجميع ،،
والاهم من كل ما اشرنا اليه تبقى المسؤولية الاهم والواجبة علينا جميعا كل في موقعة وفي بيته واسرته ومحيطه، ان نتقى الله في وطننا واطفالنا وشبابنا ومنشآتنا ومرافقنا وان نساهم في الحفاظ عليها بامن وامان،
والله من وراء القصد؟؟.

*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك

مقالات ذات الصلة

اترك رد

شريط الأخبار
الحسين يبحر في العقبة بنجاح ويحافظ على الصدارة بفارق نقطي....جدول منتخب الشابات اللبناني يؤكد سطوته على منتخبنا الفيصلي يثقل مرمى الأهلي بخماسية مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء" مقاتلو الأردن على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء" مباراتان غدا....الرمثا يصعب مهمة سحاب آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية مجلس امناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة العام ٢٠٢٥ الوحدات يتغلب على شباب الأردن بالثلاثة هل يلعب لوكا مودريتش في الدوري الإيطالي؟ مانشستر سيتي يتخطى برايتون ويعزز فرصته بالفوز باللقب السرحان يصعق الجليل في الزفير الأخير ويبدأ رحلة البقاء السلط يعبر معان ويضع قدمه على عتبة الأمان عمان والجامعة يفتتحان ميداليات الدورة الرياضية 22 للمدارس الاردنية ( الاستقلال) رابطة المقاتلين المحترفين تطلق الموسم الافتتاحي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في  الرياض "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا منتخب الشابات يتعرض لخسارة قاسية أمام ضيفه اللبناني انطلاق الدورة الرياضية الثانية والعشرون للمدارس الاردنية ( الاستقلال) تسمية حكام الجولة 17 من دوري المحترفين طاقم حكام بقيادة المخادمة لإدارة مباراة بالدوري العراقي