كتب : د. نخلة أبو ياغي
ستادكم نيوز – نجح المنتخب الوطني الأردني في تصحيح مساره في تصفيات كأس العالم بفوز عزيز على منافسه اللبناني اللدود ٧٤-٦٣ بعد مباراة متوسطة فنيا ظلت حذرة و متوترة حتى اللحظات الأخيرة وكان عنوانها الأبرز تألق لاعبنا المجنس دار تكر والذي سجل ٢٩ نقطة، فيما أثبت أحمد الدويري و زيد عباس ان لا بديل لهما في التشكيلة الأردنية اذا ما أراد الفريق المنافسة، فيما لم تسجل دكّة النشامى الا ثلاث نقاط عبر البديل أحمد حمارشة، وهي إحصائية لافتة خصوصا اذا ما علمنا أن احتياطيي منتخب الارز سجلوا بالمقابل ٢٤ نقطة.
و يحسب للفريق و جهازه الفني الخروج من الحالة السلبية التي اجتاحت الفريق خلال البطولة العربية والتي انهاها المنتخب في المركز الأخير بأربع خسائر، لكن الفوز دائما يغطي على العيوب، و يلزم لاستمرار خط الفريق في المنافسة وضع اليد على الجرح.
ولا أدل على هذا التشخيص من صورة الفريق التي ظهر بها أمام السعودية في نافذة التصفيات الاولى، فالمنتخب دون الدويري لا يملك قوة معتبرة في المركز ٥، و لابد ان يكون تكر متواجدا وفي أفضل حالاته لضمان مجاراة الخصوم في الأرقام الهجومية، أما المركز ٤ فأيضا فقير بالمواهب، و مشوار المجنس بوهانون القصير مع الفريق استدعى عودة زيد عباس من الاعتزال لسد هذا النقص.
اذن فالفريق الأردني يملك خماسيا قويا بوجود الثلاثي الذهبي مع فريدي إبراهيم و أمين أبو حواس، و دقائق لعبهم أمام لبنان تشي بوضوح أن الدكة الأردنية محدودة جدا، مع مواقيت لعب مقننة للغاية للحمارشة و سامي بزيع و يوسف أبو وزنة ومالك كنعان، فماذا سيقدم الفريق في الدور الحاسم اذا غاب أحد الاساسيين لأي سبب؟ وهل سيظهر الفريق بشكل مغاير مع كل محاولة جديدة للإحلال؟
فنيا و بدعم مهم من الجمهور الغفير حقق الفريق المطلوب على المدى القصير، و في مباراة حساسة جدا كهذه فان التميّز الفردي للاعب من طينة دار تكر هو من صنع الفارق، و ليس هذا انتقاصا من الفريق و مجهوداته، لكنه الواقع الساطع دون رتوش.
جاء الفوز كإبرة الحياة في جسد المنتخب الذي لا يزال يبحث عن نفسه بين كبار القارة، و القادم أصعب، و على القائمين على اللعبة الانتباه الى البناء من الأسفل، فلا يمكن ان تبقى اللعبة مختزلة بالمنتخب الوطني الأول، و لا يستوي ان يقوم منتخب الوطن على ثلاثة أو خمسة لاعبين ان حضروا وأدوا فزنا و إن غابوا أو قصّروا غبنا.
*طبيب عيون – متابع وناشط في لعبة كرة السلة