ملاعب الموت حولت الفيفا والأولمبية لضريحين

صالح الراشد
صمت العالم وبالذات الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية عن الموت الزؤام في الملاعب الفلسطينية في غزة، التي تحولت لمعكسرات للتعذيب والإبادة الجماعية على طريقة النازي هتلر والفاشي موسولوني والتشيلي بينوشيه، وظن العالم أنه في القرن الجديد لن يظهر خلفاء لهؤلاء في ظل تطور الإعلام وارتقاء دور الأمم المتحدة، لقيادة الحروب ضد الدول التي يتم تصنيفها إرهابية، لنجد أنه ورغم ذلك فقد تحولت ملاعب متعددة في العراق إلى سجون كبيرة وانسحب الأمر على النظام السابق في سوريا، وفي ظل انتشار ظاهرة الملاعب السجون في عديد المراحل كانت الأمم المتحدة والاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية يشجبون ويستنكرون، لنشعر أنهم كانوا على قيد الحياة ويرفضون الاعتداء على البشر والملاعب، لكن في القرن الجديد ماتت هذه المنظمات ولم تنطق للدفاع عن الرياضيين والشعوب والملاعب.
نعم، لقد مات الاتحاد الدولي بقيادة إنفانتينو كونه لا يملك القدرة ولو للحظات للدفاع عن الرياضيين الفلسطينين، ولا عن الملاعب المهدمة وكأن فلسطين ليست عضواً في الفيفا، وانسحب الأمر على الأولمبية الدولية بقيادة السابق توماس باخ والحالية كرستي كوفنتري، لنشعر أن وظيفة هؤلاء ليس الدفاع عن الحق بل تكريس الظلم ودعم القتلة، لتسقط المنظمات الرياضية في واد سحيق من العمالة، حيث ظهر أنها مجرد واجهات لرأس المال المدافع عن الدول القوية والغنية والمتحكمة بمصادر الثروة، وبالذات تلك التي تصب في الألعاب الرياضية وترعى بطولاتها، لتتحول منظمة كرة القدم العالمية لمجرد تابع دون قدرة على الدفاع عن المبادىء والقيم التي وجدت من أجلها.
لقد ضاعت المتعة في ظل العنت الكبير للفيفا والأولمبية الدولية التي لم يشاهد قادتها المجازر في غزة والاعتداءات في فلسطين، ولم يشاهدوا العلم الفلسطيني في الملاعب العالمية يُرفع تضامناً مع غزة، وكأن على أعين هؤلاء حجاب يمنعهم من رؤية الواقع، لنشعر أنهم مجرد موظفين لدى منظمات غير إنسانية غايتها تدجين البشرية وتحيلهم إلى آلالات لا يشعرون بهموم الآخرين ويفتقدون للإحساس البشري، لنجد أن جرائم الاحتلال لم تكتفي بقتل الفلسطينيين بل قتلت الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية، وحولت مقرهما لصرح تذكاري لخيانة المباديء والقيم ولضريحين للموتى.