إزدواجية في تطبيق المعايير

بدر الدين الإدريسي

بات واضحا أن مع وحيد خليلودزيتش، لا يمكن قطعا أن ننتظر منه ما هو من قبيل المستحيل، قياسا بشخصيته الصلدة وبفكره الصارم، لذلك كان وسيكون من المستحيل، أن نرى له ردة أو تراجعا عن كل الذي يظنه غير قابل للنقاش، أن تأتي لائحة 25 لاعبا لكأس إفريقيا للأمم خالية من حكيم زياش ونصير مزراوي بدرجة أولى، ومن بدر بانون ومحمد شيبي وجواد يميق وأشرف بنشرقي وحتى سفيان رحيمي بدرجة ثانية، برغم أن بانون وشيبي موجودان في لائحة الإنتظار.
خليلودزيتش ليس من النوع الذي يخترق أو يلين أو حتى تكسر رأسه، فالرجل لغاية الآن لم يظهر كما كان الحال مع سلفه هيرفي رونار أي استعداد لمجرد فتح نقاش بخصوص هذا العقاب الأزلي المفروض على زياش ومزراوي، فهو يملك من طول النفس ومن الجسارة، ما يؤهله لأن يعيد على مسامعنا نفس الكلام، في كل ندوة صحفية يأتي إليها ويسأل عن حكيم زياش ونصير مزراوي، ولا أخاله سيتنازل عن إقفاله الباب في وجه الرجلين ما دام أن النتائج تطاوعه.
لا يسأل خليلودزيتش عن تغييبه زياش ونصير لأن الجواب جاهز، وإن سئل عن سقوط إسم بانون وشيبي، قال أن الباب لم يقفل وأن المسألة هي تراتبية، وإن سئل وحيد أيضا عن ازدواجية تطبيق المعايير في اختيار اللائحة لكان جوابه بالمختزل المفيد أنه صاحب القرار، وما يفعله هو عين الصواب، وإن تجاوز على معيار بعينه، فإنه يفعل ذلك من أجل المجموعة وليس من أجل سواد عيون لاعبين بعينهم، وفوق هذا وذاك هو رجل القرار الأول، ولطالما ردد على مسامعنا أنه لا يخضع لأي ضغط كيفما كانت طبيعته حتى لو جاء من رئيس الجامعة.
في لائحة 25 لاعبا، نستطيع أن نجد ما يبيحه وما لا يبيحه وحيد، ما يفرض تقيده بالمعايير وما لا يفرض تقيده بهذه المعايير، لكن إن كانت التنافسية معيارا محددا لقوة المجموعة ولعنفوانها وهي المقبلة ليس على مباراة أو مباراتين، ولكن على مسابقة نتمنى أن نصل فيها لأبعد مدى، ولو وصلنا لأبعد مدى، فهذا معناه أن فريقنا الوطني سيلعب 6 مباريات، بإيقاعات رهيبة وبمتطلبات بدنية عالية، فهل يجوز الحديث عن نسبية معيار التنافسية، عندما يتعلق الأمر بمسابقة قارية يحضرها كبار إفريقيا؟
لو سلمنا بأن وحيد هو رجل القرار والإختيار، وأنه الوحيد المتحمل لمسؤولية هذا الذي يختاره لفريقنا الوطني لاعبين ونهجا تكتيكيا، إلا أننا إزاء هذا الذي نسجله على النسب المتفاوتة للتنافسية عند أسودنا، نبدي قلقنا من أن يكون لذلك تأثير على المردود الجماعي، بخاصة وأن كأس إفريقيا للأمم بالكاميرون، ستكون الإختبار الحقيقي لفريقنا الوطني الذي أمضى سنة كاملة من دون أدنى تعثر، سنة صعد خلالها بسرعة فائقة سلالم الجدارة، حتى غدا مع نهاية السنة ثاني أفضل منتخب إفريقي تصنيفا في ترتيب الفيفا بعد أسود الطيرانغا، وأول منتخب عربي متخطيا كلا من نسور قرطاج ومحاربي الصحراء.
أتمنى ألا تخذل المعايير وحيد خليلودزيتش ولا أن تهينه التجاوزات على تنافسية بعض اللاعبين..

*نائب رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية

مقالات ذات الصلة

اترك رد

شريط الأخبار
منتخب الشابات يتعرض لخسارة قاسية أمام ضيفه اللبناني انطلاق الدورة الرياضية الثانية والعشرون للمدارس الاردنية ( الاستقلال) تسمية حكام الجولة 17 من دوري المحترفين طاقم حكام بقيادة المخادمة لإدارة مباراة بالدوري العراقي أرسنال يكتسح نظيره تشلسي بخماسية قراءة في مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للنشاط البدني المعدل....صور دورة الاستقلال المدرسية في نسختها ال22 تنطلق غداً حضور أردني مميز في حفل الإتحاد العربي للثقافة الرياضية بالقاهرة وتكريم أمانة عمان وبرنامج المجلة الر... العوضات يجري عملية جراحية ناجحة ويغيب عن الملاعب لثلاثة أسابيع  مدرب كرة القدم والأكاديمي وليد الأسكر في ذمة الله اتحاد الكرة يحدد مواعيد مباريات المحترفين للأسابيع من 17 حتى 20 .....جدول بعثة مصر تفوز بذهبية بطولة الشرق الأوسط لقوارب التنين في الشارقة البطولة المدرسية للشطرنج عبر الانترنت ...جيدا هلال وخالد صيام ابطال الدنيا نجوم المغرب يتنافسون على دوري أبطال أوروبا.."300" مغربي في البطولات الأوروبية المطلوب خطوة جريئة لإنهاء خلافات أندية المحترفين واتحاد الكرة اخفاق "أولمبي الكرة" في التأهل إلى أولمبياد باريس سمير جنكات يكتب....مفارقة ! ....عموتا وأبو زمع ... رئيس عربي الهجن يشيد بالمشاركة الناجحة للاتحاد بمسيرة الإبل في باريس عثمان القريني يكتب... هل يستحق المداردة الفوز على البراشنه .. ؟؟ الحتو يكتب...."الكلاسيكو" مثير للجدل.. لكن "الليغا" "مدريدي"