واستحوذت المباراة النسائية على مساحات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي ليس بسبب فنيات ومهارات اللاعبات فى الملعب، لكن الاهتمام الأكبر تمثل في السخرية من الفريق ومن اللياقة البدنية للاعبات، وطالب البعض بمنع البنات من ممارسة اللعبة والتأكيد على أن مكانهن الطبيعي فى المطبخ وليس الملعب.

وأمام حملة التنمر القاسية التى تعرض لها بنات مصر فى لعبة كرة القدم، انطلقت حملات مضادة داعمة للاعبات ومؤازرة لهن ضد كل حملات السخرية والتقليل منهمن.

ونشر الحساب الرسمي لنادي روما الإيطالي باللغة العربية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك رسالة دعم وتأييد لمنتخب مصر للسيدات قال فيها: “ضد التنمر وجميع أشكال التمييز، الجميع في نادي روما، يدعم منتخب مصر للسيدات، ضد حملة التنمر التي تعرض لها بعد المباراة الودية أمام منتخب لبنان”.

أحمد حلمي يدعم منتخب السيدات

وتفاعل بعض المشاهير مع الحملة المؤيدة لمنتخب مصر للسيدات وكان من بينهم النجم أحمد حلمي عبر حسابه الرسمي على موقع إنستغرام.

وتحت شعار “شجعوهم بدل ما تكسروهم”، نشر حلمي صورة للفريق وعلق عليها قائلا: “دول فريق البنات المصري لكرة القدم. من كام يوم قريت كلام فيه تنمر عليهم. الكلام جايز يضايق. بس أنا متأكد إنه ممكن يضايق المحبطين وأصحاب النفوس الضعيفه أو اللى معندهومش ثقه في أنفسهم. بس البنات دول لا محبطين ولا نفوسهم ضعيفة ومعندهمش غير ثقتهم فى نفسهم إللى بتخليهم يبتدوا الحياه، وكلهم أمل وحلم فى أنهم يحققوا فوز أو نصر لفريقهم أو لبلدهم.. شجعوهم، وقوهم لأنكوا مش هتعرفوا لا تكسروهم ولا تكرهوهم فى الحياه، لأنهم فاهمين المعنى الحقيقى للحياه، واحترام الآخر أكتر من أى حد اتريق أو اتنمر عليهم”.

ليلى شريف إحدى لاعبات المنتخب المصري للسيدات لكرة القدم ردت على حملات التنمر التى تعرض لها الفريق قائلة: “فوجئنا بعد أول مباراة لنا أمام منتخب لبنان بتعليقات غريبة من بعض الناس على منصات التواصل الاجتماعي، وأغلب التعليقات كانت تسخر من الفريق وتحمل عبارات نقد قاسية ضد لاعبات الفريق، رغم أن قائليها ربما لا يعرفون أى شئ عن كرة القدم”.

وقالت لاعبة منتخب مصر للكرة النسائية لـ”سكاي نيوز عربية” إن كرة القدم ليست لعبة خاصة بالرجال فقط، مشيرة إلى أنه لابد من تغيير تلك النظرة الضيقة بشأن ممارسة اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، فهناك فرق نسائية لكرة القدم فى كل دول العالم وفى مصر هناك منتخب للعبة تم تأسيسه منذ أكثر من 20 عاما.

وتحدثت شريف عن الجانب الإيجابي فى حملة التنمر ضد اللاعبات قائلة: “رغم صعوبة حملات السخرية التى تعرضنا لها لكن هناك أمراً إيجابياً فى الموضوع وهو أن الحملة لفتت الانتباه إلى أن هناك منتخب كرة نسائية يمثل مصر فى المحافل الدولية، وجعل كثيرين يبحثون عن أخبار الفريق ومتى تأسس وأبرز لاعباته وغيرها من الأمور المفيدة بعيدا عن الجانب السلبي الكبير فى الموضوع”.

وبشأن رفض البعض احتراف البنات لعبة شاقة مثل كرة القدم والتأكيد على أن المطبخ هو المكان الطبيعي لهن وليس الملعب، قالت لاعبة منتخب مصر للكرة النسائية: “المرأة المصرية حققت نجاحات كبيرة فى كثير من المجالات ولا يصح ونحن فى القرن الواحد والعشرين أن نحصر عمل المرأة فى البيت فقط وممارسة مهامها كأم أو زوجة فقط، المرأة مثلها مثل الرجل متساوية فى الحقوق والواجبات”.

انتقادات غير مقبولة

غصة كبيرة شعرت بها لاعبة وسط منتخب مصر للسيدات، ندى خالد، بسبب السخرية منها وزميلاتها تقول: “كنت أتخيل أن الجميع سيدعم تجربتنا مع منتخب مصر خصوصاً أننا نلعب باسم بلدنا لكن للأسف كثيرون وجهوا لنا انتقادات غير مقبولة وسخروا من لياقتنا رغم أننا قدمنا مباريات قوية وفزنا فى أول مباراة على منتخب لبنان بطل آسيا فى الكرة النسائية”.

وأوضحت ندى أنها مع زميلاتها فى المنتخب قرروا الرد على تلك الحملات بشكل عملى فى الملعب من خلال تقديم أداء قوي يليق باسم مصر، مع العمل بجد واجتهاد لتحقيق البطولات فى المستقبل.

يذكر أن أول ظهور رسمي لمنتخب مصر النسائي في كرة القدم كان فى عام 1999، وبعده تأسست فرق في بعض الأندية.

وفي شهر أكتوبر الماضي، خاطب الاتحاد المصري لكرة القدم أندية الدوري لتشكيل فرق نسائية للمشاركة في دوري السيدات الموسم المقبل، لتوسيع قاعدة الممارسة النسائية لكرة القدم فى مصر فى ظل اهتمام ملحوظ من اتحاد اللعبة بكرة القدم النسائية.