محمد الحتو
ستادكم نيوز – هناك من يرى أن الحظ لم يسعف مصر والجزائر في التأهل إلى كأس العالم بعدما خرج “الفراعنة” بركلات الترجيح، وودع “محاربو الصحراء” بهدف قاتل في الثانية الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني!
قلوب الملايين تحطمت بخروج أكثر المنتخبات العربية جاذبية، وانقبضت بسبب السيناريو العجيب الذي كشفت عنه كلتا المواجهتين، لكن دعونا ننظر للواقع بعقل ومنطق كروي بعيد عن كل العواطف، ونتساءل: هل قدم منتخب مصر ما يستحق عليه التأهل؟ ماذا عن أخطاء المدرب “الجبان” كيروش واحترامه المبالغ به للسنغال؟ أين محمد صلاح وقتاله في الملعب؟!.
وفي الجانب الجزائري، نستفسر: هل أحسن بالماضي التعامل مع أسود الكاميرون؟ كيف ل”محاربين” التظاهر بالسقوط لإهدار الوقت وافتعال مشكلات مع لاعبي الكاميرون لاستنزاف الدقائق الأخيرة بطرق “غير كروية” لا تعبر عن احترافية؟ لماذا غابت الثقة والخبرة بالتوقيت الحساس؟!.
مصر والسنغال
عندما تلعب 3 مباريات مع نفس الخصم، لابد تتعلم في كل مرة من أخطائك لا أن تكررها يا كيروش بإصرارك أكثر من مرة على رمي محمد صلاح في الهجوم بدلا من مركزه الطبيعي على الجناح، خصوصاً أنك لا تمتلك صانع ألعاب كما في السنوات الخوالي مع حسني عبد ربه ومحمد زيدان وأحمد حسن وقبلهم محمد أبوتريكة.. لأنك بهذه الطريقة حرقت أهم أوراقك وعزلته تماماً عن زملائه، وعندما حاولت التصحيح متأخراً كان صلاح قد خرج ذهنياً من المباراة وانعزل تكتيكياً ومات إكلينيكياً حتى أنه نفذ الركلة الأولى كأنه لاعب هاوٍ!!.
شخصياً، أنا من أنصار الواقعية في كرة القدم ولكن حين تجد منتخباً يدافع فقط، يقطع الكرات ويعيدها للخصم، غير قادر على شن هجمات مرتدة منظمة، فاقد الثقة في التمرير وتوزيع الكرات، منزوع الفكر في الضربات الثابتة، وخالي الدسم في الهجوم، فاعلم أنك لا تستحق العبور للمونديال بهذا الشكل!.
لكل منتخب “هوية” فلا تقنعوني بأن تتحول البرازيل الى منتخب دفاعي، ولا إيطاليا إلى تشكيلة هجومية!! لذا فإن من استقطب كيروش ومن قبله كوبر لمنتخب مصر أضرّ بالكرة المصرية والذوق الكروي الجماهيري في البلاد التي لطالما فهمها أبنائها فقط، واسألوا المعلم حسن شحاتة وقبله الراحل محمود الجوهري!.
منتخب السنغال لم يكن مرعباً بقدر ما كان المصري خائف ومتحفظ حتى نزل “زيزو” ليوضح الكثير ويرفع نسق المنتخب على فترات بيد أن المنظومة كاملة لم تكن حاضرة، لذلك لا تصدقوا المعلق الكوميدي مدحت شلبي حين تحدث عن أداء أسطوري لمنتخب مصر وإشعارنا بأن الوصول لركلات الترجيح يعني النصر الحتمي كما لو كنت قد انتصرت بها في كأس أمم أفريقيا!!!.
أستغرب من مدرب لم يدخل المباراة بتكتيك يسجل من خلاله هدف واحد كان من شأنه أن يعقّد مهمة السنغال التي ستكون وقتها مطالبة بإحراز هدفين! كيروش لم يمتلك الجرأة على ذلك رغم امتلاكه أدوات هجومية مهمة، كيف لا؟ ومعك صلاح وتريزيغيه ومرموش والخطير “زيزو”!.
الجزائر والكاميرون
ثوانٍ أخيرة من قمة الجزائر والكاميرون قضت على حلم شعب بأكمله، والهزيمة 1-2 على أرضك وبين جمهورك دون الاستفادة من الفوز خارج الديار بهدف نظيف تعني أن المدرب جمال بالماضي فشل في إعداد المنتخب على الرغم من امتلاكه كل الأدوات، وما أكثرها وتنوعها وجودتها لولا التوظيف المثير للريبة من قبل الجهاز الفني!!.
قد يقول أحدهم بأن الجزائر افتقدت الحظ، لكن في كرة القدم هناك قاعدة تقول: “من يضيّع يستقبل”! إذ أهدر الجزائريون الكثير من الاهداف فجاء العقاب في الثواني الأخيرة من الشوط الاضافي الثاني التي ارتكب خلالها لاعبوه الكثير من الأخطاء، بدءاً من افتعال المشكلات مع لاعبي الكاميرون واستفزازهم، فضلا عن استنزاف الدقائق الأخيرة بكثرة السقوط أرضاً وادعاء الإصابات، ومنح الكاميرون فرصة عكس الكرات العرضية والثابتة حتى استغلت منها واحدة أطلقت من خلالها رصاصة الرحمة على رياض محرز ورفاقه!!.
كلمة أخيرة..
لكي تبلغ المونديال يجب أن تبذل الجهد الكافي وتحقق الاتزان الإداري والفني وتكون حاضر نفسياً وذهنياً وتمتلك الثقة بالتأهل.. وهنا نبارك للمغرب وتونس وقبلهما السعودية على بلوغ المونديال وضمان حضور أربعة منتخبات عربية بعدما حجزت قطر مقعداً بصفتها البلد المضيف للعرس الكبير.
*إعلامي أردني يعمل في الإمارات -سبق له العمل في جريدة العرب اليوم